آهِ أمّي من هذا البِعادِ
ما عادَ قلبي يحتملُ أشواقَهُ
ولا عادت روحي تتَّسعُ
لكلِّ هذا الحزنِ
يَبكيني البكاءُ في كلِّ ليلٍ
حينَ النّومُ يتلبّسُ صوتَكِ
ويتراءى لي وجهُكِ
على دمعِ وسادتي
يخجلُني ابتعادي عنكِ
وكأنّي اخترتُ هذا المصيرَ ؟!
لماذا يا أمّي منعوا دمي
أن يتدفّقَ في عروقي ؟!
وأخذوا منّي ابتسامتي
رغماً عن شفتيَّ ؟!
وزرعوا طريقَ عودتي بالمشانقِ
أذكرُ كم عذّبتُكِ وأنا صغيرٌ
وأذكرُ كم غفرتِ لي حماقاتي!
ولكنّي أحبُّكِ يا أمي
وحقِّ حليبِكِ الطّاهرِ
وحقِّ دمعِكِ حينَ كنتُ أبكي
وحقِّ راحةِ يدِكِ
يومَ كانت تمسِّدُ لي أوجاعي
سامِحي غيابي
ولا تعتبي
على عصفورٍ يرفرفُ في القفصِ
أقدامي نخَرَها الانتظارُ
وأجنحتي مكتوفةُ الإرادةِ
أكتبُ إليكِ بلا كلماتٍ
لأنَّ أحرفي رهنُ الاعتقالِ
أناديكِ بلا صوتٍ
لأنَّ صوتيَ محتجزٌ
ليسَ عندي غيرُ حلمي
وأنا أحلمُ بلقائِكِ
ولن أتوقّفَ أو أكفَّ
عن هذا الحلمِ يا أمّي *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق