قال الفيلسوف ... الحلقة الثانية عشر عن المرأة
كان لي صديق فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف سألته يوماً عن ...
ــ ماذا تقول عن المرأة يا فيلسوف
ــ عن ماذا يا بني
ــ عن المرأة يا فيلسوف ....؟؟؟
ــ المرأة يا بني كائن لطيف , وضعيف جداً , وقوي في نفس الوقت , خُلق من ضلع أعوج إذا أنت ذهبت لتقيمه كسرته وإن تركته ظل أعوجاً , وهذا العوج ليس عيباً فيها وإنما هو من تمام وجمال خلقتها , فالله سبحانه وتعالى حكيم في خلقه
ــ يا سبحان الله , وما تقول يا فيلسوف في قولهم بأن النساء ناقصات عقل ودين
ــ ذلك لأن المرأة يعتريها ما لم يعتري الرجل من امور النساء من النسيان الذي هو مركب في طبيعة خلقتها فكانت شهادة امرأتين بشهادة رجل كما قال الله تعالي في كتابه الكريم وذلك في أية الدين ((وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا))هذا معنى ناقصات عقل , وأما معنى ناقصات دين فذلك لأنها تعتريها أعذار شرعية تجعلها لا تؤدي بعض الفرائض من صوم وصلاة وحج وغير ذلك من العبادات .
ــ أحسنت يا فيلسوف , أحسنت , ولكن أريد أن أعرف أكثر وأكثر عن المرأة يا فيلسوف
ــ إذاً فلتعلم يا بني بأن المرأة عموماً تميل إلي العاطفة بطبعها أعني تفكر بعاطفتها في كثير من الأحايين , وفيها التهور والطيش وفيها الرزانة والتعقل وقد جمعت كل المتناقضات , صلدة , سهلة ,عنيدة , طيِّعة , وجميلة أيضاً وعاطفية زيادة , خلقها الله عز وجل من الرجل ليأنس الرجل بها وتعينه على الحياة فهي آية من آيات الله سبحانه وتعالى يقول الله ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ويقول النبي محمد صل الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال ) ويقول أيضاً " المرأة صنوان الرجل " وبالعموم يا بني ليس هناك امرأة تشبه أخرى , فلكل واحدةٍ منهن خصائصها , وتكوينها الخاص بها , وقد صدق من شبههن حين قال بأن النساء كالزهور ومنهم من شبههن بالفاكهة ,
ــ وأنت يا فيلسوف بما تشبهن
ــ أنا أشبهن بالمعادن
ــ ولما يا فيلسوف هذا التشبيه ؟!..
ــ لأن المعادن فيها ما هو نفيس ومنها ما هو رخيص
ــ أولست بتشبيهك هذا تكون قد ظلمت المرأة يا فيلسوف
ــ لا حاشا وكلا , انا عندما شبهتهن بالمعادن كنت أعني بذلك بأن هناك من تكون معدنها نفيس وغالي وأصيل فتكون نعم المرأة الصالحة التي تعين زوجها وكل من يحيط بها على نوائب الدهر وخطوبه وتتفانى في إسعاد من حولها وتكون كالشمعة التي تحترق لتنير الطريق للأخرين
ــ ولما لا نشبههن بالمصابيح , منها ما هو صالح ومفيد , ومنها ما هو غير ذلك , كلاً على حسب ما ينتفع به الناس
ــ أحسنت التشبيه يا ولدي , بارك الله فيك
ــ وبارك الله فيك أيضاً يا فيلسوف , والأن حدِّثني عن مكر النساء وكيف يكون هذا المكر والدهاء
ــ اعلم يا ولدي بأن المرأة لا أحد يستطيع أن يغلبها في هذا الأمر أعني المكر والدهاء , فإن أرادت فعلت المعجزات, ألم ترى كيف وصف الله مكرهن في القرآن الكريم حيث وصف مكرهن بأنه عظيم فقال (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم (بينما وصف مكر الشيطان فقال ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (النساء:76, ) .. فعندها مكر ودهاء يفوق العقل بل يتفوق على إبليس نفسه , فلا تستهن بامرأة مهما كانت , وتعوذ يا بني من مكرهن
ــ وكيف يا فيلسوف يكون مكرهن ودهائهن
ــ في قصتي إجابتي فاسمعها يا بني
ــ كلى أذان صاغية يا فيلسوف
ــ يحكى أن أحد الرجال الأذكياء قابل امرأة على بئر فقال لها بعد أن طلب منها الشراب فأعطته فشرب
فقال لها : هل صحيح إن كيدكن عظيم
فضحكت وقالت له نعم
فقال لها : وكيف ذلك
فقالت له : أتريد أن ترى
فقال لها : نعم
فأخذت في الصياح والصراخ والعويل حتى اجتمع الناس من حولها حين على صوتها
وقبل أن يصل الناس إليهما
قالت له : الان سأقول لهم بانك تريد أن تراودني عن نفسي وتتحرش بي وسيضربونك ويأخذونك إلي الوالي وستحبس , وربما تقتل أيضاً
فقال لها ــ متلطفاً , متعطفاً , وقلبه يكاد أن ينخلع منه من الخوف
ــ لقد عرفت كيف تستطيعي أن تفعلي ذلك فكيف تقومي بخلاصي من هذا الأمر فوراً
فقالت له وهي تبتسم ــ انتظر الإجابة بعد قليل
فلما تجمع القوم حولهما , وقف ينتظر وهو يرتعد , كيف ستخلصه من هذا المأزق الصعب واجتمع الناس وأخذوا يسألوها ما أصابها , ولما الصراخ والعويل .؟! ,
فقالت لهم ــ الحمد لله لولا هذا الرجل الشهم النبيل لكنت سقطت في هذا البئر فقد أنقذني بفضل الله تعالي هذا الرجل الواقف أمامكم , فشكروا له صنيعه , وتركوهما وانصرفوا .. أرأيت يا بني كيف كان من ذكائها ودهائها
ــ أعرف يا معلمي , أعرف
ولذلك قال أحدهم وهو يستعيذ بالله من شرهنَّ
إن النساء شياطين خُلقنّ لنا --- نعوذ بالله من شر الشياطين
فردت إحداهن عليه فوراً :
إن النساء رياحين خُلقن لكم --- وكلكم يشتهي شمّ الرياحين
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف ... ماذا عن قلب المرأة ...
ــ قلب المرأة يا بني , لؤلؤة ثمينة نفيسة تحتاج إلى صياد ماهر , وهي لا تعطي قلبها إلا لمن تحبه , فإذا أحبت المرأة أعطت من غير حدود ..
وإذا كرهت فابتعد عنها ولا تنتظر منها شيئاً ,
ــ كيف أعرف يا فلسوف مَن مِن النساء تحبني , ومن تكرهني .؟!.
إليك بعض العلامات التي تعرف من خلالها ذلك
ــ قل يا فيلسوف قل
ــ إذا أقبلت إليك المرأة بحديثها في جرأة وجراءة فاعلم بأنها تحبك , وإذا وهبتك ابتسامتها مع بشاشة وإشراقة وجهٍ , وإذا حدثتك عيناها بابتسامة .. وهنا يحضرني قول الشاعر الحكيم المحب عن الحب : ..
(نَظرَةٌ فَابتِسامَةُ فَسَلامٌ .. فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءٌ
يوم كُنا ولا تسل كيف كنا .. نتهادى من الهوى ما نشاء )
وأما كيف تعرف كرهها لك فهذا أمرٌ شرحه يطول وأنا الليلة مشغول ..
ــ وأنا أقول لك إلي الغد إذاً يا فيلسوف
تمت مساء الأثنين 22 / 3 / 2021
طهطا سوهاج ــ مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق