مذ فجعت وحزنت لِموت أبي ،استعنت عليك يا قريتي، ،بالمغتصب الحقير
فقدت شكلي ،صار الطريق اليك صعبا ،معبدا بالأحزان ،اختفيت واختفت ذاكرتي، في ليل حالك الظلام ،غرقت زوارقنا في سواقينا ،ضَيَعَني سهد الليل، وضيّع عمري ،هرمت بعمق ذاكرتي ،اختفت شجرة الذكريات ،جفّ الدمع في المقل، ،الى أن أضحيت حبيسا في صندوق ،حطمت صندوق سجني ،سافرت بقافلة ،أرضعتني بيدائي، لبن الشمس ،جرح الهوى يرى، محاسن قريتي ،حيث رجعت اليها ،كانت الرياح بقايا، دمامل في قبضة الليل ،هاجرت خائفا مرعوبا ،مرتحلا خلف جفوني ،على شفتيّ تأن الاحزان ،غيوم تظللني في بيدائي ،أتسربل بالعرق ،الطافح من جسدي
مالحا في جرحي ،بكيت ،أرعدت الصحارى ،القبائل تناديني ،عيون تستريح من السفر الألق ،الشمس خلف الاشجار ترقد ،وجهي بنّي الملامح
جفّت عليه جروح الشتاء ،واصفرار ذبول الخريف ،ازدهر وأورق حبّي
تفجرت أغوار قريحتي ،فوق الردى أثمرت كلماتي ،الشمس التي حلمت بها، ،لم تعش طويلا ،باعني الخوف في مسراي ،تنكر لي النجم الساقط
رجعت الى كوخي، أستبيحه ،مكثت ،ارتديت عظامي ،سافرت أخرى
حسبت أني أنا صرت مثلي ،يتغنى الحبّ والحلم ،ثكلى ينوح بدمعه ،عيون النخل ، مقرحة ،اليمام يدخّن في الطين أحزانه...
د. المفرجي الحسيني
الطريق الصعب
العراق/بغداد
19/3/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق