١ (مفاجأة)
قدمني الناشر لها بطريقة مسرحية فيها الكثير من الأنحناءات والتعرجات، قال :
_كاتبنا الشهير..... . احمرَّ وجهي كالعادة ، لكنه هذه المرّة صارَ قرمزياً تماماً، وَجدتُ البنت تقفز عن مقعدها، أخذتْ تصفق بيديها البضّتين مثل أطفال المدارس، لم تمنحني فرصة لألتقاط انفاسي، جرتني من يدي ولَوّحتْ بهاتفها :
_هل تسمحْ؟ سيلفي أنا وأنت. أحنيتُ رأسي، أخذ صديقي الناشر يشجعني، المسكينة ما أن رَفعتْ هاتفها للأعلى، حتى رَفستْ حبيبتي الباب ودخلتْ، كانت مفاجأة، أتذكر أني أخذتُ سيلفي، لكن مع من؟ لست أدري!.
٢ (النساء أولاً)
كانت في سبيلها لأطعام طيور النورس من فتات الخبز ،كانت راحتها ممتلئة به، هَرعتُ خلفها قبل أن تطوّح بذراعها، أمسكتُ بكتفها ، قلت :
_انا الأول. وجدتها تَقطبُ حاجبيها في وجهي، قالت وهي تتنفس من أنفها :
_بل أنا، النساء اولاً، حضرتك كاتب وتفهم في هذه الأمور. بالكاد فتحتُ أصابعها المنطبقة، قلت بعناد :
_بل أنا يابلبل. رحنا نتجاذب فتات الخبز فيما بيننا، لا أعرف كيف حدث الأمر، لكن زعيق طائر النورس اخافنا، أخذ يحوم فوق رأسينا قبل أن يحطَّ على كتف حبيبتي، قال وهو يفرد جناحيه على وسعهما :
_ناوليني ما في كفّكْ بسرعة. أخذتُ أحدّق في بلبل المذعورة ،تباً، النورس يتكلم! كانتْ مصفرّة وهي تبسط راحتها، الطائر اللعين أنشبَ مخالبه في كتفها الرقيق، تَحركتُ خطوة للأمام، لكن النورس زعق في وجهي قائلاً وهو ينفض جناحيه :
_الآن، خذ بُلبلكْ ورفرفا بعيداً عن هنا. بلبل لم تنبس بحرف!.
٣(زئير)
ألقيتُ بحباتٍ من الفول السوداني صوبَ الأسد، ارتطم أغلبها في وجهه، حدّق في بدهشة قبل أن ينهض ويتوجه صوبي، شدتني بلبل من يدي ودَفعتْ بي بعيداً عن أسلاك القفص، قالت بوجهٍ جامدْ :
_الأسود لاتأكل الفول السوداني، الا تعرف ذلك حبيبي، ها؟ جاوبني أين ذهبت؟. كنت أقف خلفها، تأملتُ صفحة خدّها الحلو، وحمل لي النسيم شيئاً من شذاها العذبْ، قلت :
_أعرف عصفورتي، أنه فقط من أجل المزاح. استدارتْ بكل جسدها هذه المرة صوبي، قالت وهي تكاد تخفي ضحكة خلف ملامحها الجادة :
_هنيئاً لي بكَ، تمزح مع الأسود! لماذا لاتمزح معي عوضاً عن ذلك، الستُ لبوتك؟. هَمستُ وقد أخذ جسمي يتوتر حالما التصقتْ بي :
_نعم نعم، فعلاً أنتِ لبوتي الفريدة من نوعها. قلت هذا ووضعتُ يدي على كتفها، أبعدت بلبل يدي وقطبتْ حاجبيها الرفيعين، حتى أنها زأرتْ!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق