حينما حلّت هزيمتي في الوهلةِ الأولى من انتكاسةِ الزمنِ عرفتُ أنني لستُ مولودا لهذا الصباحِ الأصم الذي لا يسمعُ التغريدَ ولا هديلَ الطائرِ الغريبِ الذي حلَّ ضيفاً على التقويمِ من دونِ لونِ الطباعة ، كان المغتسلُ مشغولاً بجسدِ الصوت المسجى على دكةِ الصمتِ الرهيب ، يدندنُ في داخلهِ أغنيةَ لحنِ الموتِ ويزيحُ غصةً تشبهُ نورساً أنتكسَ في الغوصِ بحثاً عن آخرَ قشرةِ برتقال غاطسةٍ أو سمكةٍ صائمةٍ لا تفطرُ خياشيمها إلا على ارتعاشِ الموجِ ، منْ ينقذُ الذكرى حينما غطتها جلودُ الزواحف ، ومَن ينفضُ تركاتِ البوادي لقد غزتها مخالبُ الجوارحِ في عصرِ الجروح ، الدعايةُ تأخذُ فترةً قصيرةً عندَ راحةِ التشويش فالبائعُ هو المشتري والمشتري هو البائع في سوقٍ يأمّه الغشاشون وتركعُ خلفهُ عثراتُ الوفاءِ على محرابٍ يخزن قدورَ ثوابِ الأموات لساعةِ الضنكِ أمام أبوابِ الجنةِ قبل ان يتأهلَ التقي إلى الدورِ النهائي في تصفياتِ النعيمِ .
البصرة/ ٢٧-٥-٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق