ربوة من ربيع
أوروك في البدء كانت الكلمة (1)
حضارة أمة ماقبل التاريخ
تمرع فيها براعم الزهر،وأفواج السانبل فالحياة
أسراب جراد أتت الحقول، والبيادر!
وها قد ترى تأوهات هابيل وهو يشكو...
أبناء تفرقوا كبنات نعش
لعب بهم الموج
مسافر أضاع بوصلته في فلوات الأرض
ما بال ياقوتة تخوض جوهر النار
هم يذيب لفائف القلوب
أليس الثمن على قدر أهله؟
ثَمَّة أحاجيّ طلاسم في غلس الليل (2)
دهاليز بعيدة الغوار
وها هو ذا رئة الزمان
جداول من الكوثر
رماد على رأس شاهقة !
من أين لي بالهدد ليرى الماء؟!
قد أبدى الصَّريح عن الرغوة (3)
عندما يرتدي الظلم لباس التقوى
تولد أكثر من فاجعة وأخرى ...
علام السير في أشواك بادية المحنة؟
نفخ في رماد
ضمير أعور وراءه أصابع الليل!!
الحيَّة لاتلد إلا حيَّة
هيَّا ارقصي ياسالومي(4)
لم يبق مايستر عورة !
فهيهات غبار الباطل ؛لايكدَّر وجه الحق
إنَّ لهذا اليوم له مابعده
في خاصرة الأفق غيث كأفواه القرب
كوّة تنهمر منها خصل الضياء
يا أنتَ
معك وحدك ستبقى الشعلة مضاءة.
........................................................................................
(1)أوروك: مدينة سومرية أثريةاسمها اليوم الوركاء تقع على بعد 15 كم شمال السماوة في العراق. هي المدينة التي شهدت ولادة الحروف الأولى، ونشأة النظام اللغوي السومري .
(2) غلس : سار «بغلس»، أي ظلمة آخر الليل،أحاجي :ألغاز.
(3)الصَّريح تحت الرَّغوة: تعبير عن ظهور حقيقة الأمر بعد ستره.
(4) سالومي :المرأة التي كان رقصها سبباً للإستشهاد يوحنا المعمدان(نبي الله يحيى (غ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق