كلُّ حلمٍ ...أنت فيه
اتنهّدك جهرًا بين الأنامِ ، تتقاطرُ من ذاتِي بنفسجًا ..
انا ، مع الريح ، قادم كطائر الفينيق
أفتح نافذةَ الضبابِ ،
أرقدُ بين أصابعِك النحيلةِ ..
حيٌّ أنا ، بين حلمِ الكلماتِ
وبياضِ الأوراقِ .. عابقًا
تسكنني جدرانُك الباردةُ
سابحًا في مصبّاتِك الشاحبةِ .. وعلى سطوحِ مراياك
أكتب شعرًا حقيقيا
أرسم ثغرًا مبتسما ، يبعث بين الحين والحين ، أنفاسًا مضيئةً،
يُرسِل رسائلَ تأْرِيخيةً
مجعّدةً بجيوبِ الانتظارِ ..
أنا هنا..
ياخذني جناحي إليه
عبر أرخبيلاتِ لامرئيَّةِ
حيثُ يولدُ المطرُ
يلوّنُ مختصراتِ عالمِه الحزينِ بشموعٍ لاتبكي ،
تُطارِدُها أشباحُك الموتورةُ العقيمةُ ..
وِشاحُ الذاكرةِ
يطوي زمانَ موتِها ،
يتوارى حاضرُها ،
يلبس النّبضَ اخضِرارًا
يصوغُ املودةَ الغَجرِ قلادةً ..
عندئذ تتأرجح بين أسرابِ الأماني
ماببن حقيقةٍ وخيالٍ
صار ماضًيا وتاهَ ،
وحاضرُه لم يعُدْ يُجِيد المضيَّ نحو مساراتِ الشّروقِ ولهاثُ الضّياعِ يَحرِق أجنحةَ الفينيقِ
ويُسْقِط الأسئلةَ بلا مصيرٍ في رحلةٍ إلى منفاها الأخيرِ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق