في فصلِ الحبِّ المخمليَّ ، نافذةُ أشواقي موحشةٌ كصحراءَ لايبلِّلُ عطشها واحةٌ، يسيجها نأيُ الأحبةِ العاتي، وتسكنها رفوفُ الذكرياتِ ، كنارها الطربُ اغتالهُ الصَّمتُ الضاري، زنابقها ذوتْ في شتاءٍ قاسٍ ، وقمرها المضيءُ ارتحلَ إلى أطالسَ حجريةٍ لاتؤمنُ بالحبِّ إلهاً حارساً لجزرِ الإبداعِ ، و لاتعترفُ بالقلبِ عاصمةً للفنِ الأصيلِ ، أو منبعاً للذائقةِ الرفيعةِ و مرقىً للإحساس بالجمالِ ، وذراعاي معلقتانِ ببقايا أملٍ يلوحُ في قزحِ السماءِ .
أيُ قدرٍ أحمقَ يلاحقني ! أيَّةُ ريحٍ تعصفُ بسنابلي الخضراءِ ! وأيَّةُ مدىً تمزِّق بلا رحمةٍ فساتيني الجميلةَ و تغرقها بالآهاتِ ! قطاراتُ الحنين تنوءُ بعرباتها المحمَّلةُ بالقمحِ والزمردِ ، تنجدُ ، وتغورُ سريعةً في طريقها إلى مدنِ العاشقين ، وطرفي الخجولُ لايهدأُ يسألُ عن أميرٍ سكنَ قرى الفؤادِ، غرسَ الوردَ على ضفافِ طفولتي ، ثمَ غابَ ، يسألُ عن نجمٍ اسَّاقطتْ أوراقُ حيائي أمامَ دفقِ عطرهِ ، و تبرعمَ زهرُ بوحهِ على أغصاني عشقاً نديَّاً ، يلتمسُ من السماءِ عودة ذياكَ السحابُ إلى حقولهِ المتلهِّفةِ لقطرةِ دفءٍ . لله ماأقسى غيابهُ !!
أتراهُ علمَ أسرارَ الهوى ، وخبرَ ديمومةَ الغرامِ ، فنثرَ جمانهُ على عمري ، وحفظَ لأحلامي طقوسِ اللقاءِ ،لتسبحَ أسماكي الموشومةُ بالشوقِ في تلاوينَ اللهفةِ و حرارةِ العناقِ ؟!
___________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق