ودَنَوتُ من عينيكِ أسْتَبقُ الزّمان --
بيني وبينَكِ برزخٌ مُسْتَحْكمُ الحلقاتِ مُتّصِلُ الحُدودْ ---
كمْ أبْحَرَتْ فيهِ الدّموعُ شريدةً !!
لا الموتُ أثنى عزمَها !
لا العمرُ حاولَ لَجْمَها!
يا أنتِ يا أُعْجوبةَ الزّمنِ الجَحودْ ---
وتَمرُّ أجزائي على نارِ الجحيمِ وتَكْتَوي
في الحبِّ أرهَقَني الصُّعودْ ---
ودَنَوتُ مِنْ عينيكِ أرجو أن أكونْ :-
طيفاً يُراودُ مُقلتيكِ مَعَ الكَرى
حُلُماً يُعانقُهُ السّكونْ
لكنَّما عُمُري تَلَكّأَ في القيامْ
وامْتَدَّ سجني حاصراً فيهِ العيونْ --
ولقدْ نَزَلتُ الى الحَضيضْ!!
وامْتَدَّ تاريخي ليَعْصُرَ مِنْ دمي غُصَصَ الهَوانْ
واسْتَيْقَظَتْ كلُّ القُرونِ مِنَ الرّقادْ !!
وتَوَقّفَ الهَذَيانُ مِنْ هَذَيانِهِ
وتَلَهَّفَ الجسدُ المُحَنّطُ للحياة !! --
وتَساءلَ المجنونُ عن كُنْهِ الرّمادْ ؟!
لكنَّ قلبَكِ لم يَجِدْ شُطْآنَهُ
وارْتَدَّ مضْطَرباً ليُبْحِرَ في الغُروبْ ----
القصيدة من تفعيلة البحر الكامل:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق