لغطٌ مُحاصرٌ بالمرايا.. تأجّجَ في انشطارِ الوميضِ، بعيداً حيثُ رحم بنفسجةٍ أضاع قيامتك الفارغة، يجيءُ على راحةِ ضوعٍ مُترف الهجسِ، كما في انتهاءٍ يرِقُّ أسى انسكاب، يضمرُ أسئلة الضّياء الحائرِ القبلات...، فخذ ما شئت من بصاقِ الشّموعِ، الى مثواك الثملِ بالموجِ، ماسحاً تماثلَ الندبِ العمياءِ بوريقةِ قمحٍ ، مُروضاً عطشَ الهباءِ المعلّقِ في جوفِ الخمودِ، رشفة خدرٍ تنعشُ ذاكرةَ الصَّحو البذيء بعبثِ البوحِ السّائغِ، وهو يُرخي الرؤوسَ بمعزلٍ عن أمكنةِ انتحالٍ مملح الارتماءِ اذ تغادر دونهُ نحو نوافذِ السّحبِ الشّائخةِ
أيُّها العاثرُ بطعم ِالطّلعِ
ها أنتَ ترى جموعَ الأشلاء
سوءة انخفاضٍ ضيّقة
لذريعة امتطاءٍ مُتيبّس الصّياح
ما من متسعٍ
تتوهُ فيهِ
ومثل كلّ الأشياء، حينَ يحينُ الوقتُ، أرنو الى اتجاهٍ يحملني اليك، لوجهك الذي يلعقُ رائحةَ الكستناء اليابسة، وذاكرة الموجِ المرتعشةِ، زرقةً مشرعة الارتحال، صوب احتفاءٍ مليءٍ بمزاميرِ بهجةٍ متعبة، أغرقُ بها، مُتنفسّاً زحامها الظمآن، نافضاً عنها أسمال مكوثٍ مسورٍ ببياضِ الوصايا ، وانهماكات حمحمة مغمضة الشّحوب، تكثّفُ رحلةَ البدءِ اللاذعِ، حتى يزولُ بطعمِ أجساد منذورةٍ، تطوي جدوى السّماء، في تمهّلٍ مذبوحٍ، لانعكاسات كالحةٍ، تصعدُ من وحلِ المناجلِ، ومراثي التّيه التي تتهيّأُ لحدادِ صحوةٍ تذرفُ التفسّخات الآتية، توبّخ مخيلةَ امتدادٍ معبأ الخيبةِ، تفتّحاً مشاكساً ينسجُ ارتيابَ الذّبول، يتوسّد مناهل مبهمة تذرّي قيظَ المحاجرِ برؤيةٍ مطوّقة السّوادِ...
كانت تقولُ لك: انتظر!، ثمة شهوة تتكاثفُ فوقَ امواهِ غفلةٍ أنتَ فيها، تتناهبُ نقاءَ المشهدِ الشّحيحِ، ورجفة انكسارٍ تتفرّعُ بغزارةٍ شائخة، ترطّبُ اسمرارَ الشّفاهِ، تشدّها نوارس اثمٍ مجدول الهدي، تُنشدُ للهِ برجعٍ مكسور :
يا مجذافَ القصبِ المثقوبِ
شفةٌ ترتّلُ أعراس البوارِ الموشومِ
بملحِ الصّوتِ
تريكَ خيول الغبطةِ
وهي تشقّ ارتعادَ الخيال
ها أنتَ أعزلُ اللّهاث
مرمي بين ممرّاتِ الصّحوِ المثلومِ
بشساعةٍ تصبُّ التحافَ الطّينِ
ولفح الرّيحِ
لنصفكَ المُتربِ بالطّوافِ
حولَ الغيومِ
كانَ الصّبح يشبهُ هوساً يسقطُ منك، في اختلاجِ نحيبٍ تعثّرَ لاسعاً سطوة العراء الطَّرية، حين يهطلُ متموجاً اخاديد العدمِ، وهي تملأُ اصقاعَ الرّملِ المنحلِّ في عصبِ العراءِ، يمسُّ ذاكرةَ المدارِ الذّائبِ فرطَ ارتخاءٍ مبتلّ المساربِ، يحدّهُ ملاذٌ مخبوءُ الدفء، تفلَّتَ بالعتمةِ الباردة ،باتراً فراغات مشطوبة الدّمعِ، تعبرُ فيها رغبة الارتعاشِ، حين يمسّها الغد ُالقديمُ، مانحاً تضرّجَ التّحليقِ، انعكاساً فائتاً لمواعيدِ التخيّلِ المبكرةِ، واتشاحاً يسطعُ بثمالةِ الإبصار..
يا هذا الرّماد المُتناثرِ في الزّوالِ
وحولٌ تفورُ
تُنقّي اصلابَ الخلودِ
وخطوطٌ من نتوءات مداك
المُكبّلِ بالشّموسِ
تلتقطُ الأثرَ المكسور هناك
ما بينَ النّسغِ وماء الصّوتِ
ينزُّ صدأ القضبانِ المهاجرة
نحوَ مطرِ الخَشْخاش..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق