فصولٌ أربعةٌ اقتحمتْ أوردتي
تناقلتني كالسحابِ تحملُ أثقالا
تمطرُ هنا وتنحسرُ هناك
كنتُ أمشي بضفيرتي السوداء
لستُ أدري ينتظرني هوى
يزرعُ في قلبي بذور الحياة
كتبَ بأشواقهِ حروف القصيد
خبأها بين دفاتري البيضاء
يزاورني ممشوقا بعطرِ الياسمين
بعد أعوامٍ تندلعُ حرائق قلبي
قد سارَ إلى الترابِ بذي ألم
كانَ الربيعَ يزهرُ وجودي .
ثم داهمتني عجاف الصيف
سبعٌ من نبوءةِ يوسف
أكلتْ أغصاني كدابّة سليمان
قطارُ الشوقِ تباعدَ عن طريقي
ومضيتُ ألتمسُ شيئاً من الدُلجة
لعلّ نجماً متوارياً يمنحني الضياء
وإذ به صبحٌ يُلبسني الهذيان .
ويحَ قلبي من خريفٍ
نفضَ مني بقايا أوراقي
جرى نبضي لريحٍ عقيم
تُقلبني في متاهتها
تُلوِّحُ بالصبرِ وفرطِ السكون
صومُ زكريا لبِشارةِ يحيى
رَحِمٌ عقيم أحياه الله
أما ريحي قد مزّقتْ أوصالي
من جُبنٍ آسن وترحال .
ها قد حلَّ الفصلُ الأخير
أنزوي بقلبي خشيةَ الهلاك
أغمضُ عيناً كي لاأرى الأشياء
أهو سرابٌ يمتدُّ في أفقي ؟
أم بريقٌ يسطو بذراعيهِ نحوي؟
يشعلُ مواقدَ الدفء في عروقي
فأنسلخُ كحوريةِ من ثوبي
وأطيرُ بين كتفيهِ بتغريدةِ الوئام
قليلُ من أملٍ يشعرني باللقيا
وأنّ قمرَ العاشقين يُضيء داري
وأسجدُ لقِبلةِ الفجرِ شاكرة
ليتني أدفنُ أكفانَ خوفي
وأرتشفُ رحيقَ الوداد
أنسى صومعتي الباردة
أيا قدراً ..أتُراكَ تَهبُني
من عيونِ الشمسِ وهجاً ؟
أم يحملون نعشي فريدا
يوارونني حفرتي وعند رأسي
آية الذكرِ المبين
قل لن يُصيبَنا إلا ماكتبَ الله لنا
والفصلُ الأخير هو نهايتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق