علىٰ طريقِ الفجرِ فاحَ طيبُ الزيتونِ حملتْهُ الريحُ عالياً لبّىٰ السحابُ بقطرهِ يهمّ كوثراً ينثّ ألقاً وتصدحُ أصواتُ الحناجرِ العازفةِ في ثنايا الريحِ لتقرعَ أجراسَ العودةِ تضجّ بالعنفوان فالغضبُ الساطِعُ ببهائهِ إلىٰ فراديسِ الضياءِ حاضرٌ بقوّةٍ لا يصمد معَهُ بيتُ العنكبوتِ الواهن هكٰذا يكونُ الغرفُ من خوابي النورِ يُنتشىٰ بهِ حدّ الثمالةِ ليرتدّ برشقةِ سحرٍ كذاكَ تراتيل آياتِ الصمودِ المعجونةِ بنجيعِ الدمِ والدموعِ غسلتْ وجهَ قدسنا الحبيبةِ بموسيقى الجَلالِ عمّدتْها بترانيم ضوعها العبقِ أزالتْ أوراقَ توتٍ عن سَوأَةِ التطبيعِ الزائفِ وضمّدتْ جراحَ الحَمامِ النازفِ في عمقِ أسرابِ الرجاءِ كيفَ لا وحنّاء الأرواحِ المحلقةِ تخضّبهُ من أوّلِ رميةٍ لآخر حوبةٍ تطعمُ أخضرَ عينيها بزيتون المحبةِ لتصنعَ أكاليلَ أملٍ يفتحُ الآفاقَ لعهدٍ جديدٍ يرصّعُ الدنيا عناقيدَ ضياءٍ يزيّنُ جيدَ المدىٰ ألوانَ حبورٍ زاهية ويعزفُ للظِلالِ أناشيد نصرٍ يغسلُ عارَ سني النكسةِ كموّالٍ ينداحُ علىٰ بساطِ الشروقِ يُقتبسُ من نورهِ مشكاةُ عَزْم .
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق