شباب ضائع يتلوى ،كنا مجموعة هزيلة ،جسور قلوبنا محطمة ،وارجلنا في وحول صافية ،نسري في القرية كريح السموم ،نضطجع على قفانا في المروج ،نبصق بصاقا كثيفا في الموانئ ،لا قرية لنا ولا حتى كوخ ،لا حديقة صغيرة ولا شجرة درداء ،كلنا هاجس تبحث عن جريمة ،تخب أقدامنا الرمال كما الخيل ،تُفتح سواقي من الدم ،رماحنا مكسورة ،سيوفنا مثلمة خارج القرية ،أهل قريتنا صم وبكم ،يُضربون على قفاءهم كالحمير
الثياب ممزقة، ،شقشقة هشيم على الساحل ،دويّ هائل مرعب، نسمع
أقدام جريحة في الأزقة ،قرن من الزمان ولم تهتز شعرات الشوارب
قرن من الزمان والمطر حزين ،تحشرج بين الصخور ،كل همنا التثاؤب
والبكاء المعتاد ذي النحيب ،سيوفنا صدأة ،كل الامهات ماتت ،حتى مقتبلات العمر ،تتمطى بشغف باللفائف ،ننفث الدخان في السماء ،نقذف أعقابها باتجاه النجوم ،نتجاذب أطراف الأحاديث عن الحزن والشهوات
وظلام الدهاليز وتكتم الافواه ،غيوم قريتنا تسري للقرى الاخرى ،خافضة تتلفت وتمضي ،قمرنا شاحب منهوك لا نور ،قدرنا دائما في سفر مع أنه في كل مكان بين الاشجار والانهار وتحت ورق السدر الحزين ،يا قدرنا ابتعدت عنا أم نحن من ابتعد، كن معنا ،عيوننا تهشمت محضت ،اصابع ارجلنا وايدينا جرباء ،أمواتنا تبتسم لنا ،عجبا غراب أخضر العينين ،أما علمت أن بلادك ترحل ،مجدك كاذب ،ينطفئ كعشب مبلل ،لِنسرع أيها الصبيان لِقبورنا ،مجدنا وحل آسن ،رياح تطوح بطفلة ذات جدائل ،خائن قلبي جريح ،نأبى الخريف البارد ،ورقة عار كبيرة تحت الشجرة المظللة الكبيرة في الزقاق ،وقفت أدخن بسرية ،تتساقط أظافري حزنا ،أتلوى هائما ،مثل أغصان الاشجار الذابلة ،باتجاه البحر عرفت الرحيل وحيدا
كان أحد الصبية أزرق الشفاه ،يهّم بارتكاب معصية ،أتسكع كل ليلة في الأزقة ،أروم رؤية أهلي ،تحت السدرة المظللة ،أرغب أن أضع رأسي وحذائي ،أرغب أن أحرق كل الكلمات ،المحبرة وكل الهمسات ،قريتي تنزف دمائها ،تهرول في أحشائها ،كنسر البراري ،لنا ثرى أزقة القرية بقدر ومنا هذه ،زوارقنا فارقت الحياة ،مريضة بداء الثقوب ،لا لنا الاّ الليل وكسرات الخبز ،جريحة يا أكواخ قريتي ،يبست أزهارك ،يكفينا الخبز الاسود ،فلا قمح ذهبي...
العراق/بغداد
24/5/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق