هو
ــــ
نزلت عليّ السماء ذات صباح … طرقتْ شباك غرفتي ، فتحته فإذا المطر بأخر زخاته ، ثم بأندفاعٍ ناعمٍ لصوتٍ رخيم ٍ ممزوجٍ بنسيم رطبٍ وبارد يطرد بقايا النعاس
٠— صباح الخير …
وهكذا ألبستني عيناها ثوب العافية … ومذُ ذلك الوقت أصبحتُ أُحبُ الشتاء والمطر ، وتعلمتُ أن أبقى مزروعاً أمام شباكي في كل يوم ماطر … أتخيلها أمرأة بلون ضوء القمر ، أمرأة نبيلة تولد مع البرق لتسقط صاعقة جميلة تفتق في روحي سلام ورضا طالما أحتجتهما ، أمرأة تخترق مطالع الروح ، فتنهمر عليّ القصائد ، لا يفيقني منها سوى صوت أمي الغاضب :
—- أغلق الشباك ، آلا تخشى المرض ؟!
أنا اليوم ، وتحديداً هذا الصباح ، لا أشعر بالانسجام حتى مع نفسي رغم تبلد السماء بالغيوم ، وقرب نزول المطر ٠ فتحتُ الشباك كعادتي أُراقب هذه الهياكل المختلفة والمنفلته تتقاطع ممراتها وهمومها …
مددتُ يدي خارج الشباك متحسساً ، التقطت بعض من قطر السماء ، ولكن روحي ظلت ترفرف منتظرة طيفها بين الناس المتراكضة هروباً من البلل ، وبعكس الناس هربتُ من غرفتي صوب الشارع أبحث عن خيال أمرأة بلون ضوء القمر !!
هي :
——
أنا فتاة ولدتُ في يوم ماطر تماماً ،والآن أصبح الخروج من البيت كنزي السري … خاصة عندما ينزل الغيث ،حيث أن نعيمي يبدء يلاطمني كما الغيوم المتلاطمة ، ومع ولادة البرق تُعشب الآمال داخلي ، أنا اليوم أُحب أن أعيش في الحلم الذي يسبح فيه الجميع ٠
في هذا اليوم وأنا أُمارس فيه طقوسي تحت المطر وجدتُ نفسي بالكامل ، وجدتُ نفسي داخل لعبةلا أستطيع الخروج منها ، رأيتهُ عبر شباك بيته … ومن يومها حلّ عليّ دخيل غير متوقع … جعل قلبي يضوي راقصاً ، وبما أن لديّ ندوب من العشق سابقاً -أُسقط قمري على أثرها - بقيت لأيام مترددة فقلت في نفسي :
٠– سأهرب منه إن لاحقني اليوم
ولكن ، ولكن أنتصر الحب كما يبدو ، حيث أنتابني في اللحظات الأخيرة شعور بأن الطريق الذي لم نسلكه والباب الذي لم نفتحه ربما فيه الخلاص
وهكذا قررت الخوض فيه الى النهاية ، فقلت له عندما مررت بشباكه :
٠— صباح الخير …
وعيوني تخاطبه :
٠— أُحبك يا هذا …
أنا :
——
وبقيا الاثنان ( هو ، وهي ) أرواحهما مشدودتان نحو السماء ، يدعوان الغيوم بأن تزين أفقهما بالبريق ،ويظلان ينتظران أسعد أو أسوء. موعد عشوائي على الإطلاق …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق