طائر العنق ............... بقلم : شعبان المرزوقي _ تونس

أيها الطارق الطائر الآتي من بطن الغياب فوق طبيعتي 

خرق الأرواح والعواطف وكل متاريس الحياة ومغالق الآلام 

سكن وسكينة مسكن وسكون ...

 لا وجود لكائن يشبهك غير الأنبياء والملائكة والقديسين ..

.عندما ترحل تختطفك الأحزان ويستولي عليك الفراغ ... 

عند رحيله تسجلني فريدا وحيدا لا أنيس مهما كان القرب و المودة ... 

إنه الأصل والرحم والبطن والثدي والحليب الذي تلبيت وتربيت ومززته عبا أو رشفا ...

يظل في ساكنا وأبيت مسكونا فيه ...

 يستولي عليك هذا الهاجس وترتبك وتخاف ... كيف يا طائري أنساك 

وأنت حاضني ومهدهدي وساقيني ...

 بعد هدأة ونسمات استرجاع ...

ينتابك طيفه وتحس مرة بعد أخرى أنه لم يغادرك ...

 يكلمك ويناجيك ... يسر إليك ما لاينقال 

سخلو بك ذات هزيع 

تأكد أنه الطارق 

يكفكف دمعك ويربت على الصدر ويحك القفا 

ويحكيك كما لم يحكيك أبدا 

يهديك حبا كما لم تر  وروحا تنتعش من عهود 

 كما يفعل معي الآن وقد قرحت عيني ...

 إنّه في بعضي وكلي ... 

مالي وطائري أم كان من الغائبين 

لأشدونّه  ليأتيني بأمل يقين