الأعداد و الأرقام في السرد
صالح جبار خلفاوي
جاء في الذكر الحكيم :
{ يُدَبِّر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره
أَلْفَ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ }سورة السجدة الآية رقم 5
الملاحظ هنا عدة نقاط أولا عروج الذات الإلهية ثانيا وصف هذا العروج ( بمقداره ) والنقطة الثالثة قال مما تعدون ما يعني أن العد عند الإنسان يقابله عند الذات الإلهية مقدار - هذه الكلمة في مفهومها العام تعني الحجم أو الكتلة أو الوزن يعني بتفسير واضح نحن نعد الأيام والله سبحانه وتعالى يقدر تلك الأيام . مما تقدم أصبح العد عندنا تواريخ وذكريات وتوثيق لكل الأفعال الإنسانية فظهرت التقاويم والروزنامات وحساب الأفلاك وغيرها انتباه بسيط عن إدارة الفنادق كل غرفة لها رقم ومفتاح مهما كان نوعه الكتروني كلاسيكي يرى مفتاحا لكن هناك ما يسمى ( مستر كي ) وهو المفتاح الذي يفتح أبواب جميع الغرف إذا فقدت مفاتيحها .. هذه الفكرة العملية نعكس تطبيقها على السرد وخصوصا ما جاء في رواية سرديات نخلة كمنجز تطبيقي من المألوف أن كل إنسان يرسم حياته على حقب زمنية و محطات وفي تدرجه فيها وهذا الأمر ينعكس على الأمم ومساراتها من فعاليات معينة كالأعياد والمناسبات وفصول السنة من مواسم الزرع أو الحصاد مثلا 1958 - رقم أو عدد مهم في تاريخ العراق لأنه مفصلي بين تاريخين الأول ملكي والثاني جمهوري في داخل هذين المفصلين أعداد تمثل مناسبات وأعياد تخص الفترة الملكية والتي كانت من ضمن الترتيب العددي وتعمل وفق سياقاته الموضوعة أو المستورثة.
بالمقابل العهد الجديد كما يطلق عليه في الإعلام ستكون له نفس الأعداد وسيخلق لها أنماط مختلفة لكنها تستحضر نفس العددية التي أخذت ترتيبها وفق حذر محكم فصارت الرياضيات علما ارتكازيا لا يمكن تجاوزه بل أصبح عمادا للتطور العلمي.
لو رجعنا إلى دراستنا التطبيقية في وضع أعداد وتواريخ لمحطات الرواية التفاعلية سرديات نخلة سنجد أن كل محطة من المحطات تمثل عددا تاريخيا لكل مفصل من مفاصل الكاتبين صالح وسامية \ ذكر ومؤنث \ معاناة وانفراج\ هذه المتضادات شكلت في مجموعها حياتهما في بيئتين مختلفتين لكنهما تفاعلا وفق أطر إنسانية متساوية الأبعاد في جرف معاناتهما ضمن البعد العددي الذي يمر ليضع بصمته على مسارهما سواء كان في السلب أو الإيجاب ولم يمنع تفاعلاهما في انتاج رؤية موحدة لما يعانيانه في بلديهما والانكسار الروحي البادي على المحطات التي عبراها وثبتت أعدادها في المتن الروائي
بقي القول أن الأعداد التي يثبتها كل إنسان داخله هي تاريخه الخاص ولا علاقة له بالتاريخ العام للسلطة أو المجتمع وهو عدد زمني لا يمكن فصله عن تاريخه الشخصي الذي هو في المجموع المتحصل تاريخ عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق