نكزني بأصابعه الطرية ولدي الغالي ذو الثمان سنين خلت وأنا أتصفح جوالي أطالع الأخبار، ألتفت له مبتسما أنتظر تمتمة كلماته، رد على نظراتي العطوفة بالخجل وتنهد بحسرة، وضعت هاتفي المحمول جانبا، ورنات الأصدقاء لم تتوقف عن مراسلتي.
سألته متعجبا:
حماك الله يا بني لماذا هذه الحسرات..؟
رد بخوف:
هل سنموت الآن..؟
رأيت رقرقة دموعه تقارب السقوط من مقلتيه.
يا رباه…
ما بك حبيبي ؟
قال: هل سيقتلنا هذا المرض.؟
وفي لحظات استجمعت أفكاري لأبرر له وأدفع عنه الخوف الذي يعيشه،
ضحكات متنكرة صدرت مني، علا قليل منها،
فكانت إجابتي له بسؤال لتتلاشى دمعاته اللؤلؤية:
ألسنا نعقم كل شيء، ونغسل أيدينا بين فترة وأخرى، ونطبق كل الأمور الاحترازية.؟
إذن كيف يجرؤ هذا الوباء اللعين أن يقترب منا..!!
ابتسم بسخرية، وأدهشني بذكائه…
قائلا:
عندما نطلب منك النقود لنشتري بعض الحلوى،
هل تعطينا أموالا جديدة أو متداولة.؟
رددت مصغيا لما سيسأل فيما بعد:
نعم إنها متداولة…
فسقط علي سؤال آخر كالصاعقة، كأنني أحادث طبيبا متمرسا…
سألني: ألم يلمس هذه النقود عامة الناس قد يكون بينهم مصاب بهذا المرض.!! حينها سينتقل المرض لنا بلا رادع.!!
فوجئت بتفكيره، وتاهت أفكاري واضمحلت ردودي عن الإجابة…
وأيقنت أن النقاش معه بمعرفتي، أمام فطرته، ستكون هزيمتي فاضحة وتهتز شخصيتي البطولية مقابل أسئلته المنطقية.
وهنا قررت الانسحاب تكتيكيا بمداعبة وقبلات أطبعها على خده…
وفعلا حضنته وأنا خجل، وقلت:
إننا نحترز ونحذر من انتقال العدوى بالتطهير والتعقيم، والباقي على الله،
وألحقت عباراتي بآية قرآنية
يا بني قلْ: (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق