قديسةٌ في محرابِ الحبِّ غرسها الله في حديقةِ بيتنا ، في طلتها حكايا الغدرانِ لصغارِ العشبِ ،تحتَ أقدامها يضحكُ البنفسجُ ، وفي رخيم صوتها تتكاثرُ الجنانُ ، أثيلُ عطائها أدهشَ البحرَ ، وعظيمُ صبرها أتعبَ الصبرَ .
في التفاتتها سحائبُ الرحمةِ تنهمرُ ، فكيف نخشى الجدبُ ؟! وبين أهدابها سريرُ الدفءِ ينعمُ فكيف نخشى الصقيعَ ؟! في فؤادها وطنُ أمانٍ فكيفَ الخوفُ يغزونا ؟!
جومانةٌ في عمرنا تشعُّ بريقاً وبهاءً ، وهجها أتعبَ معاجم اللغةِ بحثاً عن قصيدةٍ تليقُ بعشتارها
قديسةٌ في هيكلِ الأمومةِ، سياجاً شائكاً تستحيلُ إن هجمَ الذئابُ على عصافيرها
نصلاً يمانياً تغدو إن غدرَ اللئامُ بأبنائها ،كم مرةٍ اقتحمتْ بحصانِ طروادةَ المهالكَ لنجاتنا !!
إن ألمتْ بنا المصائبُ، أو تتالت الأحداثُ استحالتْ جبلاً من الصلدم تتدحرجُ الهمومُ من أعاليهُ وتغورُ في السفحِ خذلى .
و إنْ نضبتْ أنهارُ الحبِّ في القلوبِ انصبَّتْ شلالَ حنانٍ ، إن أقفلتْ الدنيا أبوابَ رزقها، وانكسرتْ مرايا أحلامنا صارتْ مفتاحَ الأمل وسلَّمَ الرجاء ، إن عبستْ الدنيا في وجوهنا تهدبُ سهولها قمحاً وياسميناً ،وإن تصحرتِ النفوسُ تثمرُ كرومها تيناً و بياراتِ ليمونٍ .
منارةٌ للهدى أمِّي ، إن تهنا يوماً عن دروبِ الحقِّ تتلو على مسامعنا آياتِ النورِ والحكمةِ فنستقيمُ .
سلامٌ عليكِ ياأمَّي ، يامن على درجِ أمومتكِ تتوزَّعُ أصائصُ الحبورِ و تبتسمُ شتولُ الحنانِ أعجزُ عن شكركِ، و أنا الطفلةُ الشقيةُ
يانبعَ الجمالِ، برحيلكِ القاسي فقدنا الجنانَ ، نبتَتْ أشواكُ الألمِ في صدورنا، و استطالتْ حتى صارت ثماراً كبيرةً على أغصاننا ، وبقي عرشُكِ المقدَّسُ شاغراً لايملؤه سواكِ ، يعزفُ سمفونيتكِ المقدسةَ بصمتٍ على أوتارِ روحي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق