ولَّعت نار الضياع بأيامه، فامسك بجبروت همومه الغاضبة، وفوق سندان، انهال عليها طرقا، بمطرقة فولاذ، والدم في عروقه يغلي بنار الضياع، يطرق وقلبه ينهار، والدموع تنهمر كالجمر فوق السندان، ذلك القدر البائس سلبه روحه وفرحة حياته، فوقع في صمت وفراغ، فتح إحدى عينيه، فرأى ملائكة وغيوماً بيضاء، ضحك وقال أخيرا سألتقي بروحي، لكنه عاد للصمت، وأفاق على هدوء الليل، فرأى القمر من النافذة يبتسم، فبدأ يشكو له همومه، وتناهى اسمعه همس رقيق، لست وحدك في الهموم، فالتفت واذا بامرأةٍ طاغية الجمال تنظر إليه، تعجب وقال اعذريني أيتها الروح من أنت؟ قالت أنا جارتك، وحالتي مثل حالتك، الهموم كادت أن تقتلني، ولكن البعض قال إن الحياة جميلة، وحينما رأيتك أيقنت ذلك، فهل لكَ رغبة بحياة جديدة، أم للموت تصبو، قال لالا للموت، أمس للأمس، ونحن أبناء اليوم، فهيا للحياة، سيدتي يامن ترفضين الهموم، أتقبلين بي زوجاً لك، فانتصب بشوق وقبلته، وبعدما خرجا من المستشفى بأيام عقدا القِراَن، هتفت الضحكات وقالت مرحبا بالحياة الجديدة، وتباً لأيام الهموم.
14- 12- 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق