أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

الملاذ .....................: مصطفى الحاج حسين / سوريا



سأهدي للموت أسراري
وصرة ذكرياتي الخاصة
وسأدله على مخابىء أحلامي
وأعطيه حفنة من القبلات
هو .. وحده من سينتشلني من محنتي
ويتفهم ما معنى أن يعيش العاشق
بعيداً عن بلده
الموت ذو قلب رحيم
سيخفف عني عذاباتي
وسيطوف بروحي في أرجاء المدينة
التي طالما كتبت عنها
أعطاني وعداً .. أن أقف
على باب قلعتها
أصافح كل من جاء لاحتضانها
الموت صديقي الوحيد
أثق بشهامته
وأسلمه أنفاسي دون خوف
سيزيل عني غبار الدنيا
ويمضي بي إلى صحبة أبي وأجدادي
لن يأخذ أجراً .. على حملي
سيحميني من كلّ سوء
يبعد عني الأوجاع
وينزع الغصة من حناياي
لن يعكر صفو رقادي
سأطعم الموت من بسمتي
وأغني له المواويل
والقدود الحلبية
هذا الموت أنا اخترته
ملاذي الأخير .. في الغربة
لولاه ..
كم عليّ أن أبكي .. على بلادي ؟!
التي طحنها الدمار
وصارت مرتعاً .. للغرباء الطامعين
قتلوا مالا يحصى من شهداء
عاثوا فساداً بالندى
هتكوا ستر الكرامة
نهبوا سنابل التاريخ
وأغرقوا النسائم بالدم
الموت أعطاني موعداً
وقال لي :
تأهب
وأنا أحترم المواعيد
لا سيما .. مع من أحب
سأذكر الدنيا .. بألم جم
وألعن الأخوة الأعداء
الذين أمعنوا بالاقتتال
طاب لهم .. مذاق الفناء
وراقت لهم الفوضى
رفعوا راية الكراهية
فوق كلّ قلب .
2/10/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق