كثيرةٌ أنا بكَ
أيّها المكتظُ بالأنهار
خذني إلى (إحْفيظْ)
عساها تعقدُ لساني
فلا يفقهوا قولي ..
يقولون :
إنَّ القصبَ يحفظُ لغةَ الرّيحِ
ولا يبوحُ بأسرارِ العاشقين .
أنا الكثيرةُ بكَ
كلّما كنتُ أنتَ
صرتُ شجرةً
فلا تخش تسلقَ دمي
وأنا أموءُ على صدرِ الغيابِ بعشقِكَ
لا شيء يوجعني سوى حياد السماء.
فكيفَ أحطبُ بالغيمِ الغيب
وأقشرني من مساءاتٍ باردة
لا معنى للّيل دونكَ
أنا الطاعنةُ بالجمرِ
يقطعُ أوصالكَ من أوصالي
كلّما غسلتُ بأحلامي الفراغ ,
أتلاشى في العبورِ
نازحة تجمعُ بالاستعارات
فتاتَ وطنٍ بعيد .
أيّها الحبُّ ..
لتذوقَ التمرَ
لا يكفي أن ترسمَ نخلةً
وتجيدَ العومَ
عليكَ أن تُسبرَ طلاسمَ الأعماق .
أنا التي كلّما حاولتُ أن أكونَ غيري
سبقتَني إليكَ .
أيّها المستطيلُ في أتوني
وأنتَ تهدهدني بعينيكَ
أو تضرجني بقصائدكَ
أملأُ صمتي بصوتكَ
وأذوبُ في كأسكَ نجمةً دائخة .
كلّما جفّتْ شرفتي من عصافيرِكَ
أبتكرُ الرفيف .
للتيهِ سلطةُ الاحتمال
الاحتمالُ ركضٌ في القلق
القلقُ ذئبةٌ بألفِ نابٍ ناشبٍ
في الوقتِ
وأنا أكنسُ برموشي الغياب .
وألون بشعرِكَ الليلَ
كي لا يرقشهُ بالشيبِ النهارُ
جسدي اصطخابُ موجكَ
فدعِ الكلامَ لما وراءِ الكلام .
تقولُ : القبلاتُ نوافلُ
فأكملْ صلاتَكَ ربما تهطلُ السماء .
ينامُ الحطابُ ولا تنامُ الغابةُ
فخذني إليكَ
ليلتي غجريةٌ تستعر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق