ـ كالممحاة نعيش، تعمل فينا فيروسات طيبة. ننتعش كلما عانقنا النسيان...
ـ تلك حالة أبي، نسي احضار لعبتي في عاشوراء، وأمي التي نست طبخ أكلة شهية، وأخي الذي نسي أن المعطف معطفي؛ فمزقه، والأخت التي لم تحترم رغبتي كطفل، فزودتني بألوان نسائية، أضحكت الأطفال حولي...أسامحهم..أنسى..وتستمر الحياة ...
ـ نحن شعوب نسيان، ننسى لنعيش بلا ذاكرة تؤلمنا، نسير..ولا نفكر الا في الوصول الآمن...
ـ كم من نسيان يعذبنا، كم من أمور ننساها لان تذكرها يخلق عذاب حملها
ـ ننسى من ظلمنا ـ أحيانا ـ لان ذلك حتما يقودنا الى الانتقام وبؤس الحياة؛ التي يجب أن نعيشها بنسيان الانتعاش...
ـ ننسى من سرقنا، ومن سبنا، ومن أهاننا، ومن أقصانا، ومن همشنا، فقط؛ لاننا نريد أن نعيش حياة بكل الروعة، بعيدة عن تفاهات ننساها بألم...
ـ ننسى أسماء الأشخاص والأماكن، وننسى أحداث الشجارات والمواجع، وننسى سلم الظلم والخطيئة؛ ونريد أن نكون بلا ذاكرة حفظ ألم..هو ذا رسم شخصيات العصر الراهن...
ـ هل يجب أن نحمل معنا هموم النسيان؟ هل نحمل غيرنا تبعات نسياننا؟ أم نعيش بنسيان النسيان؟
ـ كلنا ذلك المخلوق الناسي، الذي يبحث عن حياة يؤثتها اهمال في اهمال، لان بعض الفيروسات أحيانا تنعش الذاكرة وتجعلها تعيش بروعة، نعالجها كلما أضرتنا، ونرعاها كلما أفادتنا...
ـ دام لنا انتعاش النسيان..مهملين مواعيد منسية بتدبير خفي في علبة التذكر..لا نعرف كيف ولماذا..ولكننا نعرف أن هناك تدبير حكيم لتجنب الكوارث ،والشخصيات الكارثية، و ثقافة النسيان تؤثت العصر..رغم التناسي والنسيان
محمد لفطيسي
من: قريبا من غرفة الوعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق