أنا .. دائماً
أصنعُ قبّعات الجبال
أزينُ غدائر النباتات
أحرثُ الضوء
لوجه الليل
بيدي زرعت النجوم
أمحو الفنارات عن قافلتي
يمتدّ ظلّي على فيئٍ لطيف
لهثاتي هذهِ البرونزية
تتأخرُ عني ..
تنبض في صدري الأعشاش والأجنحة
ويخطو الهديل هويناً على جبهتي
تهبُ على جلدي رمالٌ معطرة
تدهنُ وجهي أوراق الياسمين
يرتعشُ العطرُ في مساماتي
ويتناثر الزنبقُ
مضفوراً خاطري كالجديلة
سلالم روحي الحريرية
تتراقص عليها الموسيقى
مأخوذةٍ بالنغم
حرفي معجوناً بالحنّاء والعطر
كأرجوحةً مغمورة بالطَّلع والبريسم
أنا الذي أحتضن كل النيازك
في أضلعي يحفر البرعم مجراه
في بساطتي ..
النرجس حيران ..ثملاً
من الأريج والنعاس
تصغي أليَّ السواقي والجداول
عطر يتساقط كـ شظايا البلور
يرتبكُ الصوت في جسدي
شطَّ بيَّ الصمتُ
أعتراني منهُ وجلاً
يا ربيب الأسى ..
ماذا سقاكَ العدمُ
ألستُ أنا من كفر بالأرض
كفر بالروح
لأرث الغبار الذي لم يزل
يرتقُ الأبدية
سأقترض وطنٌ آخر
ومدينة أخرى
حتى النهر
لعلها تخضّرُ الأزمنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق