خربشات فنان...........مرارة الصدق
انتهى العرض المسرحي على تصفيقات الجمهور، انتشى بما قدمه من سحر في فن التشخيص، ممثل بارع استطاع أن يسلب خيال المتفرج، مُخرج العرض يخبر أعضاء الفرقة المسرحية أنهم مدعوون لحفل عشاء، يُقيمه رئيس المجلس البلدي للمدينة على شرفهم............... موائد مستديرة ضحك هنا وهناك، وتبادل كلمات المجاملة بين الجمع المبارك للسيد الرئيس تتطاير من كل ناحية كما دخان السجائر، الذي يضفي على المكان سحر الضباب على ضوء الشموع الخافت.
حي بطل العمل الدرامي تغمره سعادة التميز والبطولة التي يحضى بها وسط زملائه، صَحفية حسناء ذات مشية كالحمامة تقترب منه لتهنئه وتطلب منه دقائق يكلمها عن الورقة الفنية والتقنية للعمل، أسئلة جد بسيطة تريد تبليغها للجمهورعن لسان البطل، الذي يجلس كما لو أنه أمير في بهو قصر الحريم، متفاخرا كالطاووس لا يخرج جواب السؤال إلا بصعوبة كبيرة....................... المدللة في عصبية تنتظر رد البطل حي، الذي يستعرض أمامها موهبة نجوميته، التي بدأت تسطع بعد هذا العرض المتميز.......... تنتهي السهرة ويعود حي إلى البيت، الذي تركه منذ الصباح...ليجد أمه تتوسد ألم الظلام الذي حل فجأة عن المكان ، في دهشة يسألها عن سبب جلوسها في الظلام؟؟ بغصة امرأة مهزومة تجيبه أن رجلين جاءا فقطعا عداد الكهرباء، الذي لم تستطيع تأدية واجب الفاتورة منذ ثلاث أشهر............... الحيرة تركب حي فينكمش منكسرا على حقيقة ذاته، يلعن عشاء السيد الرئيس وتصفيقات الجمهور، ويمزق ملابس البطل الذي كان يرتديها أثناء التمثيل.
امضاء: الفنان البشيري بنرابح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق