أبحث عن موضوع

الجمعة، 24 يونيو 2022

لقاء / قصة قصيرة .......... بقلم : لميس سلمان صالح - سورية




جميلة جدا...
وأكثر ما يعكر صفوها اقتراب الفشل..
شعرت بنفسها شجرة خريفية تعرت من أوراقها لتلوذ بذاكرتها خلفًا تستحضر عطر الطفولة وتستيقظ من سباتها العميق علّها تمسح قهر شبابها ووجع أحلامها وهي تلعق جمر الشفاه و ترمّم مجذاف صبرها لتقذف بمركبها خطوة خطوة إلى شاطئ الأمان..
تلك الجميلة في ربيع عمرها ،
محمومة ترسم لوحة ماضٍ وحاضرٍ باهتة كالسم تحاول مصافحة أطلال الأمل لتصل إلى السلام ...
وأي سلام..؟!
أنين حبيس الأنفاس يبثه جسد يرقد على فراشٍ ... ربما يرنو إليه الموت.
نظرت تلك الشقية بعينين مغلفتين بالسراب..
وحيدة دون أهلها ودون سؤال عنها بين ثلة من الأطباء تسمع القليل غير ناطقة و لهيب الحمّى يتصاعد بلهاث بطيء .
من وراء القضبان تلك الوردة الذابلة رأت سنبلة سمراء تذرف لؤلؤًا فقد بريقه بصمت موجع وكأنها أمام مشهد كالسراب.
في خلوة هذا الألم اقترب السراب منها وربّت بأنامله على ضفائرها ولامس وجنتيها بلطف عميق الحنان فذعر من لهيب حارق ينضح من ضفافها...
هرول إلى الكمادات الثلجية يضعها على جبينها وهي تعاني من ارتفاع الحمّى تشعر وترى ولا تستطيع الحديث ،
وكأنما تلك اللحظات ما بين وضع الكمادات ورفع أنامله عنها عمر بل حَيَوَات متعاقبة تتنقل من خلال نظرة عينيه لها ،
في حضن اللحظة تحاول فهم هذا الحضور الطّاغي تسترجع هذا اللقاء القديم الحديث عند إشارة المرور الباهتة زجاجها بفعل العادم الذي تسعل به السيارات ، وكيف كانت نظراته تحيطها حد الاحتواء وهي تقف تنتظر الباص ،
لحظة قد لا تتكرر قطعها هذا الدوار المفاجئ الذي شعرت به قدميها فخارت وآخر ما كان من ذكريات تلك اللحظة هو هذا الحضن الذي التقطها قبل عناق الأرض لعظامها ،
نعم هذا هو
ولكن ماذا يختبئ خلف تلك البشرة الحنطية وألف سؤال يتقافز في ذهنها و ....،
تَهَدُجْ سريع في الأنفاس ، نبضاتها عادت لهذا السباق المجنون تقلصت عضلات وجهها ،
شق السكون صرخة تستدعي الطبيب ، لم يكن سواه صاحبها ،
الجميع يهرول
لم تعد تشعر بشيء
حتى بوخز الأبرة في ذراعها
الوقت تلاشى لا تدري كم مر عليها ،
ولكن ها هو في ركن من الغرفة يجلس يحدق نحو الفراغ ،
من هذا الأسطوري ؟
حاولت التفوه ببنت شفة ،
أسكتتها ابتسامة تحمل كل شيء
الحمد لله على السلامة
لتلتقي العيون في حوار لا تغض عنه الطرف حواء ولا يغيب عن ذهن آدم ،
أهو العشق من أول سقوط في غيبوبة الدوار أم هو منحة وهبها القدر ؟
جميعها أسئلة تنتظر ارتدائها بثوب العافية حتى تدرك وتعي ذات العاطفة في قلبه أم مجرد شهامة يتمتع بها هذا الرجل ، وإن كان حَدْس حواء يهمس هو العشق أيتها البلهاء .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق