أزعجَ ما في الأمرِ ، عندما أستيقظُ في منتصفِ الليلِ ، أجد نفسي قد حفظتُ قصيدةً كتبتها لي الأجفانُ في المنامِ ، أتلوها بيني وبين سريري عن ظهرِ قلبٍ ، يجبرني الدفءُ على التقاعسِ في سحبِ قلمٍ لأكتبَ رؤوسَ الأفكارِ حيث أسمعُ في خيالي دندنةَ السكون ، في النتيجةِ عند الصباحِ أدركتُ أنّني لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ عما جرى في تلك الليلةِ أنسى القصيدةَ وضاعت مني خيوطُ الفكرة لذا سأنفخ خاصرةَ الرمادِ لّعلّ تتوهجُ حروفها من جديد .
في السطرِ الأكبر ، سؤالٌ في ثغرٍ معقدٍ ، منْ يعطني حنجرةً لأصرخَ بوجهِ الباطلِ وأبصقُ على ما فعله الباطلون دون خوفٍ ولا جلل ، حريتي التي اكتسبتها بعد صراعٍ مريرٍ مع خزانةِ الملابس ، أنّي بقيت كما أنا أطلبُ الحاجاتِ من الأزرار ، الأفضل لي الآن أن استنشقَ الهدوءَ بلا رئةٍ ، زفيري هو الضجيج .
اللظى يكسرُ جناحَ الماءِ أمام مرأى ضفافِ البالِ ، منْ يناولني قلماً لأكتبَ رسالةً موجهةً للموجِ الأحمق وبعد الإمضاءِ وادفعها بزجاجةٍ مغلقةٍ في عرضِ البحرِ النازلِ إلى محيطٍ متجمدٍ ، مضمون السطرِ الأوسط ، تتكدسُ الاعذارُ أمامَ أبوابِ الرجاءِ بينما خواءُ الصمتِ رهيبٌ في مغاراتِ اللجوءِ .
منْ يعيرني قنينةَ صبغٍ لأخطَ على حيطانِ السجنِ عباراتٍ قد يفهمُها السجّانونَ وأهربُ من نفسي فليس لدي مكانٌ أبوحُ فيه غير وراءِ القضبان ،
على ما أظن أنّ المكتوبَ في السطرِ الأصغرِ ،
أننا بكتريا نعيشُ على جثةِ وطنٍ ،
نكبرُ ونتكاثر عندما نلتهمُ منه بشراهةٍ
هو يصغر … يضمحل ويختفي
يا ترى ما بقي من بلادي سوى خريطةٍ ترسمها الأطفال .
بعد شطب السطورِ من الجفون ،
قلتُ عند الصحوِ تباً للمناديل المشوهة للدموع ..
………………
البصرة / ١٤-٣-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق