كلُّ المواسِم طلّقتْ أوقاتها،
كلُّ الطّيور هاجرت،
وحدي بقيتُ على باب الرّجاء
أُعانقُ حلم السّجين،
أمّا الرّبوعُ فهانَ عليها أمنُها،
أسقطتْ كلّ الحصونِ
لبستْ لونا عديمًا.
أوّاهُ يا زمنَ الخديعةِ والسّموم
كيف خنقتَ البهجة؟
ولِمَ زرعت في الأخدود طلسمكَ الرّجيم؟
هذا الوباءُ يحصدُ أيّامنا
وكبارُنا يتناحرون،
ينسون حرثَ الحقل إنْ أمطرتِ السّماء،
يسقون الجدْب بِدَم الغُصون
يا ويْل قوم ضيّعوا أحلامهم،
يا ويْل من ظلّ رهين العجزِ
يأسره الحقد،
يبكي على طلل السّراب
فلا يكفيه الدّمعُ والموتُ الهَجين
يا دَوْحِي السّاكن في عمق الرُّؤى
هلّا هززتَ الغصْن غضًّا،
هلّا ارتشفتَ أنوارَ الصّباح
ونثرتها في كلّ درْب
كي تعلّمه من جديد ضجّة الأنس
وهديل الطّير،
يبشّر بالخير،
بالغد يرفضُ الموت،
يدحر كلّ الشّجون..
أنا الحمامة أهفو إليكَ،
إلى السِّرْب على الزّان يرُدّد
سنُعيدها كلَّ المواسم
سنعودُ مثل غيْم خاتل الرّيح وأمْطر
فارتوى الحقلُ وأزْهر
والرّبيعُ عانق سِحْر الفتون .
تونس ........ 8/ 1 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق