بدونك تعتذرُ القصائدُ
عن عناقِ الحروفِ
فتلوي بأعناقها على كتفِ السطورِ
بدونك تلقي العصافيرُ أصواتَها
على حبالِ النسيانِ
وتفقدُ ذاكرةَ الأماكنِ
وطريقَ أوكارِها
بدونكِ
تطوي البلادُ أحلامَها
في حقائبِ الرحيلِ
وعلى سكةِ الحزنِ
ترمي جثثُ أمنياتِها
وتمضي إلى اللاعودةِ
بدونك
تغفو المدنُ على وجعِ اشتياقاتِها
تبكي خطاك التي رسمَتْها الريحُ
على الأرصفةِ المتعبةِ
ويتكئ الياسمينُ
على حنينهِ وينتظرُ
عطرَكِ المخبوءَ في قواريرِ الذاكرةِ
بدونك
لاشيءَ يبقى…
تغورُ الحكايا في شقوقِ الثواني
وينسى دمي طفولتَهُ المشتهاةَ
بدونك
تأكلُ المتاهاتُ صوتي
أصيرُ مجردَ ظلٍّ
بغيرِ جناحٍ
فأين أطيرُ
إذا كان بيني وبين عينيكِ
مواعيدُ شدوٍ
وكلّ أوتاري غادرتْ قيثارتي
وأنت لمْ تعزفي لي نشيدي الأخير
بدونك.
تسافرُ الأغنياتُ جميعا
وأبقى وحيدةً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق