غراسُ اللوزِ الصغيرةِ التي زرعتها على كتفِ دفاتري المدرسيةِ أطلتْ ضاحكةً بعباءتها الربيعيةِ ، تسألني التفاتةً خضراءَ لغزلانُ غديرها الأشهى، وهي تحملُ أطباقَ الزهرِ وعبقَ الطفولةِ النديِّ
لا أدري كيفَ اقتحمتْ هضابي الخريفيةِ وهزَّت جذعي الأسمرَ فتناثرتْ رطبُ الذكرياتِ من أغصانِ نخلتي ، وملأتْ سلالي الفارغةَ ومخازني العقيمةَ
نوارسُ الطفولةِ البيضاءِ عادتْ إلى ضفافي وبين يديها أصائصُ الحبقِ والنعناعِ وتراقصتْ كفراشاتِ نهرِ بين ضلوعي ،فهدلتْ حمامتي الوديعةُ و هي تتوشحُ بطقوسِ البساطةِ و تتزينُ بأقراطِ الحياءِ
ماأبهاكِ ياكرومَ اللوزِ على مقاعدِ دراستي ! كيفَ قفزتِ إليَّ رغم امتدادِ الجليد و انحسارِ أمواجِ الدفءِ ؟ ماذا أغراكِ في ضفافي بعد هذا الغيابِ القاسي ؟ أجئتِ لتبلِّلي بالندى عطشَ ضلوعي لبساتين الحبِّ أم أتيتِ لتضمِّيني إلى أراجيحكِ طفلة لاتشبعُ من اللعبِ والجري ؟
أيتها اليمامةُ القادمةُ من قرى الحبِّ وسهولِ التواضع ، تغلغلي نقاءً في مساماتي ، وذوِّبي في شراييني سكركِ الفائق الحلاوة ، فأنا أحبُّ أن أشربَ من جداولكِ العذبةِ، و أعودَ إليكِ زنبقةَ سلامٍ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق