يمتطي الحصان الخشبي ،
يشعرُ بروحِ القصبِ الشاحبِ
من اخضرارِ الماء …
من أصدافِ " البني "
على ما أعلم
أنّه يتلون بما يمليه الخوف ،
لم يكن بنطاله ضيقاً كالعادة
بل السيقانُ تركضُ معه
نحو حاجزٍ مملوءٍ بالرمال
تتمترس العسكرُ خلفه ،
الدروعُ تشبهُ أرجلَ طروادة ،
أذرعُ السّماءِ تحملُ السيوف
نيابةً عنه تهزّ جبلَ السجيل ،
تتقاطرُ الحروبُ في باطنِ الأرض ،
بعضُ الحروفِ
متصلبةٌ من توسلاتِ
أهلِ الكهف ،
يقلبُ كفيه على ثقوبِ الناي ،
وطنٌ يحتاجُ إلى صهيلِ قصيدة ،
جديلةُ حزنٍ مسترخيةٍ
على كتفِ الطبول
تجاورُ أخواتها
تسألهم عن حلمٍ
سقطَ من عينين
كانتا على وسائدِ الشرق ٠
بغداد ما عاندها هولاكو
ولا التتارُ عاثَ بالعشاء ،
تأريخٌ يُكتبُ على أهواءِ الظالمين
المدنُ تسيّجها الحفاةُ ،
بنا لم تكن الأرضُ حبلى
أنّما توحمت بالأكفانِ بعد ذلك تلتهم الأبدان ،
سدرةٌ تنبتُ في فروعنا ونحن شبه صحراء ،
الراويةُ هي الغيوم
الهاطلةُ بنفس اللحنِ والشجن
يسقينا كأسُ اليومِ
طعمَ الفجرِ والمساءِ معاً ،
كأننا في نزهةِ أميرْ
لم ينلْ من صيده
غير غرابٍ يفرّطُ عقدَ أميرته ،
نرحلُ ويبقى العراق
يقارعُ ألفَ حصانٍ وألفَ هجاء
تلك مبادئ المجد
لا يعتنقها إلا البقاء
مررنا بكَ يا وطني
كي ننهل منك الخلودَ
والغدَ المكتوبَ على عرشِ السماء ..
البصرة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق