كتبتُ، بفضل الله كثيراً، ونشرتُ عن الحِجاب، والخِمار، والنِّقاب، وغِطاء الرأس، وغيرها مما يَـسْـتُـرُ الْـبَـدَنَ والعقل، ويصونُ القلبَ والعين، ويؤمِّنُ الناسَ على أعراضهم، ويحمي مجتمعاتهم.
ولأن لُصوصَ الفضيلة كثيرون، وقُطاع طُرقِ الْقِيَمِ ملأوا الدُّنيا، بجهاتها الأصلية والفرعية، أصبح بعضُ الناس في حيرة من أمرهم، لأن التشكيكَ طالَ ثوابتَ الدين، للأسف، ومازال، وأخشى أن يظل...!
نعقَ كثيرونَ بالمَنْع، وزعقَ زاعِقونَ بالاستفتاءات والاستطلاعات والتصريحات والتشريعات، وكأن السِّتر مُشكلة، والحِشمة مُهلِكة، والوقار سببُ كوارثِ الأمة، السابقة واللاحقة...!
مُطالبات هنا، ودعوات هناك، وتحذيرات هنا وهناك، وكأن السفورَ هو الحل، والتبرج سبيلُ الخلاص، والانسلاخ من الدين هو التحضُّـر، والتحرُّر بالخَلْع، وأن عَصْــرَ ما يزعمونَ أنها قُـيود انتهى...!
أليست الحربُ على الانحلال أولى؟!
هل هناك أحقُّ من الفضيلة، بهذه البرامج، والخطط، والنداءات؟!
ألا يستحقُ الدينُ هذه الاستِغاثات، لأن به سعادة الدُّنيا والآخرة؟!
أنُحاربُ المُلتزِماتِ الْـمُنيراتِ بنورِ الله، ونتركُ الْـمُثيراتِ الْـمُغيراتِ لَخَلْقِه؟!
هل الكاسياتُ العاريات، المائلاتُ المُميلات، أولى بهذه الجهود والأموال؟!
السِّـترُ هو الأصل، كان ومازال وسيظل، حتى يَرِثَ الله الأرضَ ومَنْ عليها، وكل ما عدا ذلك، مُسيَّسٌ تارة، ومؤدلجٌ أخرى، وفي الحالتين مُحارِبٌ للفِطرة، التي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها.
على هؤلاء، نَزْعُ حِجابِ العقل، والتفكير بروية، وصِدق مع أنفسهم، وقبل ذلك مع الله، لأن الحِجابَ، إن لم يكن فَرْضاً، يجب ألا يكونَ رفضاً، مِمَّنْ لا يَرْقُبونَ في مؤمنٍ ولا مؤمنة، إلاً ولا ذِمة...!
سؤال أخير لمَنْ مازالت في قلوبهم ذرة صِدق:
إن كان السفورُ حُريةً شخصية، لِم لا تعتبرونَ الحِجابَ كذلك، رغم أن بينهما بُعدَ المشرِقين؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق