كل دروب الفراق شاقة
و كل الشقاء في درب
دست خطاه
كنت أخوض عباب الردى
وعتمة الريح والنار
وغمار المياه
اجتاحني الاعصار
أغرقتني الأمواج
و هذا الشوق
انهكني لظاه
تمزق وشاح الصبر
بما حملت على كتفي
من أطنان الآه
وامطرتني الذاكرة استفزازا
البسني ثوبا شفافا فاضحا
تفاصيل جسد الشوق
و مفاتن قوام التوق
لعشق اعتمر قلبي
منذ ازل سحيق
وسكن حشاه
تكسرت بي كل الجسور
وتفجرت كل السدود
بما اختزنته من حنين
غزير سيله طويل مداه
انساب في أعماق كياني
و حفر مجراه
فتّت صخور عنادي
وأنبت بين الفتات
زهرات ناضرة
حالمة برباه
شعور خفي تخللني
ليسرقني من نفسي لأقصاه
تسلل كالنور بين ثنايا القلب
وأشرق كالشمس
على ضفاف الروح
ايقظ عاطفة وحسا
فأورقت مشاعري
من بعد الذبول بالحياه
انه حلم اللقاء
يحط رحاله على طوابق
حزني المؤثثة بذكراه
يطرق أبواب الأنس
مفاجئا وحدتي
مخترقا حجاب الظلمات
وضباب الغموض
وكل ما تراكم في الأفق وغشاه
غدت الاشواق بأوردتي
كالخيل الجموح
متمردة ثائرة عن فرقاه
يهزمني صهيلها
فتجبرني على اعتلاء صهوتها
هامسة على قارعة الانتظار عساه
تقودني الى منعطف الرجوع اليه
قاطعة مسافات التيه
وغياهب القدر و خباياه
تدوس بحوافرها
على حطام املي في البعد عنه
ولست ادري هل للقرب
من امل احياه
انا التي تحاشيت
كل الطرق المؤدية اليه
حزمت حقائب الحب
لأ عود مستسلمة منهزمة
الى ما ادعيت عنوة نكراه
فلا يجدي الفرار ممن
في الوتين سكناه
مزقت كل خرائط الرحيل
و ما حسبتها يوما تضيع مني
خارطة العود لحضن هواه
فإلى اي طريق أهتدي ؟
وفي أي شبر من ربوع
الارض ألقاه ؟
وكيف لم يأت به
الحنين بعد
وأنا التي كنت بالأمس
كل مناه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق