أيا بيتي
أمَّرْتَني على الْعرشِ
رياحُ الْمحبَّةِ و الْوِدِّ
مِنْ كُلِّ الْجهاتِ كانَ يدُقُّ و يَأْتي
تَمتَّعتُ بِأزهارٍ رسمتَ لي
في كُلِّ يومٍ تُساقُ ليَ عَطْرها
سعادةٌ ترسو على شفتيِّ و خَدِّي
قَرَّتْ عينايَ معكَ في خُمْسِ عُمْري
ففي مِحْرابِ يديكَ
كنْتُ أسْرُدُ ابْتهالاتي و ذِكْري
على مَوَّالِكَ رقَصْنا
والنَّغَمُ بينَ يديَّ و في حُضْني
لمْ يَبْقَ لِلْكَدِّ بابٌ
قبلَ أنْ أُصافحَ مَسْكني
شِلْتَ عَنَّي كُلَّ تَعَبي و هَمِّي
تَطَفَّلْتَ على مِنْوالِ أولادي
كسَجَّادةِ سِنْدبادٍ كُنْتَ لهُمْ
وصِرْتَ دوماً ليَ سَنَدي و بَدْري
قَبَستُ مِنْ جُدرانِكَ لَوْحةَ الْأماني
وسَقْفُكَ تُلاطِفُ نَظَراتي
فغاضَتْ عَنِّيَ الْهُمومُ
وأصْبَحَتْ تهربُ و تَجْري
مِنْ نوافذكَ كٌنَّا نَرَى كُلَّ الْعالَم
والْكُلُّ في بهاءِ مَنزِلنا يَرانا
فمِنهُمْ مَنْ بِالْحَسدِ يقْرُضُنا و يَغْوي
ومَنْ بِالْغِبْطةِ يُجارينا
وقَدْ شَهَرَ لِعُقْدتِها رايةَ يَكْفي
أضَعْنا الطَّعْمَ مُنْذُ أنْ هجرناكَ
لو أردنا أخذَ نفسٍ لِحياتِنا
صَرَفْنا الْجُهْدَ كي نَأْتيكَ لِنَظْرةٍ
وأنتَ بِنا عليمٌ و تَدْري
لِكُلِّ أُصْبُعٍ مِنْ أصابعِ قَدَمِي
بَصَماتٌ مِنْ ذكرياتِ بَيْتي
دوماً تبُوحُ في أُذُنيَّ
أَلَمْ تكُنِ الْخُلودُ مَعَهُ مِنْ نَذْري
هُدِمْتُ عنْدما اقْتربُوا مِنْكَ
ومَدُّوا بأيْدِيهِم وبَدؤُوا بِالنَّسْفِ
وقلبي يَئِنُّ في كُلِّ لحظةٍ و يَدْوي
الْيوم َقَبرُوا روحكَ
ودُموعي بِثِقْلِ أَحْزاني تَسيلُ
وتجرفُ بَقيَّةَ عُمْري و تَجْري
سَكراتُ موتِكَ أغْرقتْني في الْمآسي
لِهَولِ ما قَطَنَ في قلبي
هوتْ في الْآلامِ خطواتُ قَدَمي
ولِسُلْوانِهِ لَمْ أَعُدْ أُفَرِّقُ
بينَ الْماءِ والسَّمْنِ
أَطِفْلٌ دُفِنَتْ أمامَ عينيهِ والِدَتُهُ
أَيَبْقَى له مع اللَّعِبِ و الْغِناءِ
مَسَاحةٌ مِنَ الذِّهْنِ
أَيَرْقُصُ النَّبْتُ
والْغَيْمُ أبَى بِالْمَطرِ أنْ يَنْزِلَ و يَأْتي
بِكُلِّ جَوارِحنا نَنْحِتُ الْبُكاءَ لكَ
وأُخْفي عنكَ لَعَلَّكَ لا تَدْري
لَمَسْتُ خَرسانةً مِنْ خَرابِكَ يا بيتي
فأغْمَضْتُ عَينيَّ بِلا شُعورٍ
فأصْبَحْتُ أُحَلِّقُ بينَ ذِكرياتي و أنْسي
سماءُ سَقْفِكَ مُسِحَتْ
ولا يُوجَدُ في الْكونِ أجملَ مِنْكَ
نجوماً وابْتساماتٍ لعائلتي كُنْتَ
قدْ ملأتُ حقيبتي
وجيبيَ الَّذي قدْ سترَ قلبي
مِنْ تُرابِ تُراثِكَ يا بيتي
أرجوكُمْ أُتْركُوهُ حتَّى ولو كانَ خراباً
عروسةٌ ستكونُ ليَ بَهجَتي ورَوْحي
أنهيتُمْ حِكايةَ ديوانِ بيتي
وحِكايتي قَدْ كَوَى الزمانُ
آلامَها على صَدري
٢٠١٩/٧/٥
ملاحظة / الصورة بعدستي لبيتي الذي بدأ معي بداية مشوار عملي فقد كان الطابق الاول محلي و نحن نسكن في الطابق الثاني ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق