الطريق نحو المنزل طويل جداً، تجعل من ذكرياتهِ مطر يهطل من غيوم الخيبة والسخط التي تخيم على رأسه.
من مرآة السيارة الداخلية يرمق رجل هزيل بنظرة حادة.
-يردد في داخلهِ. هل سيبقى على هذا الحال مدة طويلة؟؟؟!
لازالت صفعاته على خدي، جحوده، خذلانه لي، سخطه الدائم علي. عدم رضاه على أي شيء أقوم بهِ.
عجلات السيارة مقياس لتعرج الطريق.
ها نحن نعبر الجسر, بعد ليلة متعبة في المستشفى .
تراوده’ نفسه.
- كم أتمنى أن القيه في هذا النهر. لكني سأشفق على الأسماك كيف ستتحمل هذا الرجل الهرم اللحوح اللجوج.
مر من أمام دار رعاية للعجزة والمسنين، تمنى ان يضعه أمام الباب ويهرب.
تخيل كيف سيدخل للمنزل وهو سعيد.
-لقد تخلصنا من الكابوس يا أمي.
السيارة تمر من أمام مسجد المحلة، تذكر شيخ المسجد وهو يلقي الخطبة، في حياته كلها لم يعظ غير الأبناء وكأن الإباء ملائكة منزلون.
لحظات حتى وقفت السيارة أمام باب البيت.
وما ان توقف وترجل مسرعاً ليفتح الباب، حتى تجمع الجيران كلهم حول السيارة.
وهم يرددون كلمات التشجيع و الاطمئنان والحمد.
مد يده’ ليسنده في خروجه من السيارة أحس بشيء دافئ مخلوط باللعاب ورائحة الفم المتيبس يبلل وجهه.
-لعنة الله عليك يا حقير. كسرت اضلاعي بسياقتك المستهترة.
انفض الجمع بضحكة ساخرة. بينما انشغل هو ببلع لعابه ومسح لعاب والده المريض.
................/أدهام نمر حريز-بغداد 2019/6/30
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق