الواهبُ القلبَ قرباناً لمن رحلوا
ناحت دموعٌ على خدِّيه ما سألوا
يشكو الى الليلِ حال الدهرِ منفرداً
حين النَّوى أقبَلت والحزنُ ينهملُ
ياليلُ ضاقت بي الأرضُ التي وَسِعَت
لمَّا شَكَت توقها للعاشقِ المُقَلُ
ياليلُ أسراريَ الاوجاعُ تُنشِدها
مَنْ لاعجٌ شوقهم بالحبِّ قد ثملوا
إنَّ النَّوايا كَفيلاتٌ وإن تُرِكَت
لو أقدمَ المرء للأفعالِ تكتملُ
هاجت جراحٌ بها الأشواقُ ساريةٌ
تجري عساها وفِي الاحشاء تنتقلُ
ما أجهزت نورها شَمسٌ على ظُلَمٍ
إلَّا وفِي فجرها قد أرسلت قُبَلُ
ما لي جفاني حبيبٌ والورى شَهِدَتْ
تُسقَى برؤياهُ أحداقي وتكتحلُ
ياراحلاً مَأتَمَاً شيَّدتَ في جَسَدِي
تستوقدُ القلبَ ذكرى مرُّها عَسَلُ
الهجرُ خَمرٌ بكأس الويل مُرتَشَفٌ
والعقل عند ارتشاف الخمرِ يرتحلُ
للودِّ حَبلٌ به ِالاحباب عالقةٌ
ياليت ليلى بحبلِ الودِّ تتَّصلُ
لمَّا أصابت سهامُ البعد غايتُها
سالت من الجسمِ روحي و انقضى الأملُ
نجماتُ ليلي أراها في السماءِ بَدَتْ
كالدَّمعِ بالوجنةِ السمراء يغتسلُ
انغامُنا في مهبِّ الرِّيحِ راحلةٌ
حتى استقرت بمحرابٍ فتبتهلُ
محرابها لحنُ أشواقي اذا عُزِفَت
صلَّت غيومٌ و في سجداتِها الغَزَلُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق