أَنَا وَالْعِراقُ أُحِبُّهُ وَيُحِبُّني
وَأُعِزُّهُ في الْعُسْرِ حينَ يُذِلُّني
*
وَتَهُزُّ ريحُ الْكادِحينَ بِرايَتي
فَكَأَنَّني أَجِدُ الْعِراقَ يُعِزُّني
*
لا يَنْقَضي بَأْسي وَشِعْري هادِرٌ
لا يَلْتَوي في الْمَجْدِ شِعْرُ الْمُؤْمِنِ
*
حَتّى الْجِبالُ فَشَهْدُها في أَدْمُعي
وَالنَّهْرُ في هَورِ الْجَنوبِ يَمُدُّني
*
أَهْلي بَنَوهُ وَرَوعَةُ احْساسي بِهِ
وَبِهِ وِلادَةُ غُرْبَتي وَتَحَنُّني
*
لا ضَيرَ شِعْري وَالْبِلادُ هُما دَمي
إنْ جادَ خَيراً أَو تَغاضَ فَيُنْسِني
*
فَنَديمُ يَومي حُبُّهُ وَفُراتُهُ
مِنْ كَأسِ أَفواهِ الْحِسانِ يَزُقُّني
*
بِالصَّبْرِ وَالسَّهْرِ الرَّؤومِ أَصوغُهُ
وَبِطيفِ أَزْهارِ الشّموسِ يَصوغًني
*
وَنَذَرْتُ روحي في الدُّنا قُرْبانَهُ
تَتَهافَتُ الأَحْلامُ وَهْوَ يَلُمُّني
*
لَو قَسَّموهُ وَارْتَضى أَهْلُ الْوَرى
لَرَأَيتَني أَفْدي وُجودَك مَوطِني
*
أَلْقاسِطونَ سَقَوا ذَويهِ مَذَلَّةً
سَرَقوا الْفَقيرَ لِيُتْخِموا بَطْنَ الْغَني
*
وَيلٌ لَهُمْ مِمّا أَتَتْ أَوزارُهُمْ
رَغْمَ الْأَذى،لِعِداكَ لَسْتَ بِمُذْعِنِ
*
أللّيلُ في هذي الْبِلادِ رِعاعُهُ
صُبْحُ الْعِراقِ الْحُرِّ لَيسَ بِبَيِّنِ
*
عَرْضُ الْبِلادِ وَطولُها لي مَوطِنٌ
جَبَلٌ سُهولٌ رَمْلُها لَيَهُمّني
*
لَولا هُمومُكَ ما هَمَمْتُ بِمُدّعٍ
كَمْ مِنْ دمٍ أَجْرَتْ لِحى الْمُتَدَيِّنِ
*
ألنّاسُ تَلْفُظُني وَأنْتَ تُعيدُني
وَالدَّهْرُ يُبْكيني وَأنْتَ تَسُرّني
*
في راحَتيكَ تَوَرُّدي وَتَذَبُّلي
مِنْ مُقْلَتَيكَ تَثَلُّمي وَتَحَسُّني
*
أنْتَ الْمُنى وَبَلَغْتَ بي هامَ الْعُلى
دَوماً عَلى الْمَجْدِ الْمَنيعِ تَقودُني
*
أَنْتَ الْهُدى وَالْمُصْطفى وَالْمُرْتَضى
يا أَمَّتي فَاسْقيهِ ماءَ الْأَعْيُنِ
*
يَحْدوكَ صَوتي مِنْ رُباكَ مُغَرِّداً
يَدعوكَ أْنْ تَرْميْ سَوادَ الْمُحْزَنِ
*
هَبْني ذَهَلْتُ سِنينَ عَنْ نُورِ النُّهى
كَمْ ظَنَّتِ الْأَشْرارُ سَوفَ تَهُزَّني
*
هَلاّ دَرَتْ أَجْلَيتُ أَكْوامَ الرَّدى
فَالْشَّعْبُ وَالنَّخْلُ الْجَنى لا يَنْحَني
*
كْمْ غادِرٍ أَو فاسِدٍ أو مُعْتَدٍ
أَمْضي بِهمْ يوماً عِقابَ الْمُحْصَنِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق