بين هجرةٍ مفروضة وأخرى مرفوضة، يجدُ المرءُ نفسه في مقارنة بين هجرةٍ شرعية وهجرةٍ غير مشروعة، وذلك هو الصواب، وليس غير شرعية، كما يسميها البعض...!
................
فهجرةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، رضوان الله عليهم، من مكة المكرمة، إلى المدينة المنورة، كانت مفروضة، وقال ذلك الصادق الأمين: "والله إنكِ لأحَبُّ البلاد إليَّ، ولو ما أخرجوني منكِ ما خرجت".
................
أما صهيب الرومي، رضي الله عنه، فاعترضه أهل مكة قائلين له: جئتنا فقيراً، وتريد أن تهاجِر بأموالك وتجارتك؟! فقال لهم: لو تركتها لكم، تتركوني أهاجِر؟! قالوا: نعم، قال: هي لكم، وهاجر، وعندما التقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ربح البيع يا صهيب.
................
فَـمِــمَّن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، رضوان الله عليهم، وإلى مَنْ؟!
ومِــمَّن نهاجِر، أو يهاجِر معظمنا الآن، وإلى مَــنْ؟!
هل هناك رابط، بين مراكب الهجرة غير المشروعة، وقوافل الهجرة إلى الله؟!
................
المقارنةُ ليست في صفنا، ولا الإجابة كذلك، رغم اختلاف الأشخاص، والزمان والمكان والأحداث، والغايات والوسائل...!
................
وبين مواكب النجاة ومراكب الغرق، ربما يكونُ العامِل المشترك الوحيد بين الهجرتين، هو الظلم، بعدما ضاقت الأرضُ بما رحبت على البعض، وأخذت زخرفها وازينت للبعض، حتى ظنوا أنهم قادرون عليها...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق