الغُـبارُ يُشبهُني ، فهو أَيضًا تُـرابٌ .. !
وكلانا يَتعـلَّـقُ بالهواءِ ..
حين تَعتذرُ الأَرضُ عن حملِ الأَمانةِ
وأُشبهُ الغُـبارَ ، فأنا أَيضًا طريدٌ .. !
وكلانا يَلجأُ إِلى النافذةِ ..
حينَ تَعتذرُ الأَرصفةُ عن حملِهِ في الزِّحام
أَنا حـبَّـةُ الرملِ التي لا تَسكنُ الأَرضَ .. إِلَّا قليلا !
في ضيافةِ الرِّيحِ أُخـلِّـصُ الفراغَ من الوضوحِ
أُوشِّحُهُ بالرَّماديِّ فَـأُعينُ الأَلوانَ على الـتَّـقارُبِ
آوي إِلى أَسوارِ الحياةِ حين أَتعبُ ..
أُسامِحُها حين تَـنـفُضُني عن مداخِلِها
وأَخجلُ من العيونِ التي أَدخُلُها على هيئةِ قصيدةٍ .. فَتدمَع !
الـتُّـرابُ عشيرتي التي نَبذتْني ..
إِلى "لامكانٍ" مُعـلَّـقٍ بـــــِ "لاشيءٍ" في الفضاء
تُحيطُ بي الجهاتُ لكي تَدورَ على هواها
لا أَعرفُ من الأَوقاتِ إِلَّا تلكَ المهملة ..
التي تَنساها القطاراتُ ..
في حِوارِها مع الأَرضِ عن المُدنِ البعيدة !
المكانُ صديقٌ لا يفي بوعودِهِ للتائهين
لا يُرحِّبُ بالقادمينَ المُتعبين
يَـطردُ الشَّمسَ كُلَّ ليلٍ .. !
يَطردُ الليلَ كُلَّ فجرٍ .. !
يَطردُ الفُصولَ كُلَّ فصلٍ .. !
ويَـنفُضُني عن أَطرافِهِ .. كُلَّما تَـعِـبْتُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق