أبحث عن موضوع

الجمعة، 17 يناير 2025

بين النسيان والمطر.......... بقلم : نازك الخنيزي // العراق





أنفاس الأرض، التي تنساب عبر الأفق،
مُحملة بالذكريات والأمل المفقود.
والحبُّ يا وطني
ليس مجرد شعورٍ يختبئ بينَ جوانحي،
بل هو الحكاية التي تغفو في تشققاتِ الأرضِ،
تحتضنُ بذورَ صبرٍ تكابدُ الشتاء،
وفي الأغصانِ اليابسة التي تتنهدُ في عجز،
تغازلُ الريحَ بأغنيةٍ لا تسمعها سوى السماء.
يستوطنُني الحبُّ كصوتِ نايٍ بعيد،
يغزلُ من الفراغِ وطناً لا يراه أحد،
كأنينِ نخلةٍ تمدُّ جذورها في رحمِ العطش،
تبتلعُ الهجيرَ وتستقبلُ الشمسَ بكأسِ حياةٍ أخير.
وفي زمنٍ بخيلٍ
يختصرُ الفصولَ في انتظارٍ لا ينتهي،
يضيعُ الموتُ في ضجّةِ الميلاد،
ويعبرُ النسيانُ جسرَ الذكرى،
تاركا وراءه
أصداءً لحكايا لم تكتمل.
وفي لحظاتٍ هاربةٍ بين الأصوات،
وبينَ قصائدٍ أضرمتْ فيها النارُ حبراً،
أحرقتْ معها حناجرَ الشعراءِ،
نسيتْ الأرضُ حكايةَ المطر،
لكنَّ الريحَ،
هي الشاهدُ الذي لا يموت،
تُعيدُ للسحابِ ملامحَهُ،
وتسألُ:
كيفَ للحبِّ أن يزهرَ
إذا أغلقتِ الأرضُ نوافذَ الضوء؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق