حتى يهدأ خاطري
أجتاز الأيام في عمر يجري
أكتب بين الحين و الحين ما يتعبني
وكما يشتهي احتراقي
تخرج الكلمات صدى جوارحي
أعيد ترتيب جراحي
لتغدو وارفة الجمال على حد صمتي
ألبسها قلادة تحكي تفاصيل سيري
وحين أنزوي في ركن غربتي
تتناسل كالنار أحاسيس خيبتي
أنا لست أهوى غير هذا البوح
أمتطيه على ناصية الوقت
كي أرصع لذة اغترابي عند أول الوصل
يلومني عنترة العبسي عند أول اللقاء
يا أنت ! كم كسرت من قافية ؟
وكم من أوتاد القصيدة بعثرت ؟
وكم من أسباب لم تجمعها ولم تفرقها ؟
قلت : أنا لست كما تظن ياسيدي
لي لغة أخرى ، تهاجمني عند أول النطق
لي أوتاد من هرج الأمنيات
ولي في النفس بحور، تتلاطم عند الصراخ
ياسيدي ، حريتي هذا القيد المعتق في جنوني
وعباراتي البلهاء ، ألبسها ثوب تخلفي
صاح قيس : ياويح ليلى !!
من ذا يقاوم في الفجر دفء الظنون ؟؟
خبلت إذ تركت فصيح اللسان
وسرت تعاقر المعنى الظنين
خلف سياط أوقاتك الجوفاء
كأنك لم تذق طعم الهوى
لما سواك رب الناس الخلائق شاعرا
وتركت لذيذ أيامك بين ظلال النخل ؟؟
وها أنت ، كلما أشعلت سيجارة للبوح
أتبعك الغاوون سباب الدهر
ونلت من عظيم الذنب ما دهاك
ويح ليلى ، لم يعد لها مجنون
يخفي بين غلال الوقت ما أمهاها
من لذة الوصل عند انتهاء البلاء
قلت : يا قيس ، أنا لست العربي القح
قمحي من صحراء الجنوب
كلما أشعلني الشوق ، صاحت كلماتي
وغدوت على أعتاب القصيد
صادحا بأحزاني وأشجاني
أنا ما عرفت الوتد الذي هجاني
ولا رمت ظلال الأسباب عند الهجر
ألقي للريح محض انتكاساتي
حتى يهدأ خاطري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق