أبحث عن موضوع
الجمعة، 3 مارس 2023
قراءة في كتاب "الجنس في العراق القديم"للـدكـتـور جـمـعـة الـطلبي........... بقلم : حسين سالم // العراق
من عائلة الآثار التي أصابها صدع كبير، وذلك بسبب صور النشاز والخراب في العراق..! الصور التي تطحن المعنى وتحوّل الحياة برمتها إلى ساحة صراع محموم في ظل لا وعي أسود ! انبثقَ الدكتور جمعة ليكتب ويترجم لنا هذا الكم المعرفي الهائل، وكان هذا الكتاب قد صدر عن ” دار آشور بانيبال” في العراق. وجاء في ٢٨٢ صفحة..جميع موضوعاته بالغة الأهمية.. يستهل هذا الكتاب بفصل "النشاط الجنسي والنظام" إذ أسهب الكاتب بشرح النشاط الجنسي للآلهة عشتار بسبب اتساع دلالتها، وتنوع الوظائف الممنوحة لها في العراق القديم.. يتابع في الفصل الثاني "النشاط الجنسي في العالم القديم" عدة موضوعات، أهمها الزواج.. كفل الزواج استمرار الأسرة، ووفر الاستقرار الاقتصادي.. وكان الزواج بين البابليين، والآشوريين، والســومريين ترتيبــاً مصممـاً لإدامة النســب عن طريــق الإنجـاب. إذ كان الزواج عقداً شرعيّاً بين والد العروس ورجل آخر، ويبدأ كل زواج بعقد شرعي، يوقع بحضور شهود، وكان هذا العقد / الارتباط جديًّا. فعلى وفق قانون حمورابي، فإن الخاطب الذي غيّر رأيه سيخسر وديعته بالكامل "هدية الخطوبة" ومهر العروس. وكانت هذه العقوبات القانونية رادعاً قوياً ضد تغيرات القلب، وحافزاً لاتخاذ القرار المسؤول، والسلوك الاجتماعي المُنظّم. في الفصل السادس "المعبد / الدعارة المقدسة في بلاد الرافدين القديمة، الدين في الاقتصاد" يؤكد هنا لا يوجد دليل على"الدعارة المقدسة" في بلاد الرافدين. وتعيد هذه الدراسة النظر في الأدلة في إطار نموذج اقتصادي، بسيط موجه للمعبد - الدعارة المقدسة. إذ رفضت النتائج التي توصلت إليها الباحثة أسانتي بكونها غير متسقة. الاستنتاج الرئيس هو أن عبادة إنانا - عشتار كانت معنية بشكل مباشر، أو عن طريق ممثليها، في إنتاج وبيع الخدمات الجنسية. ويقترح استعمال الطقوس والأساطير، و تراتيل الآلهة الجنسية الصريحة، لزيادة الطلب على خدمات بائعات الهوى. ويعتمد هذا التحليل في المقام الأول على النصوص الأدبية، ومع ذلك تقدم النصوص القانونية أدلة موحية على أن المتعبدين يكتسبون دخلاً من بيع الخدمات الجنسية. من الواضح أن التفكير المنفتح لمشكلة الدعارة التي تبدو ضيقة، يلقي ضَوءا جديدا على الأسئلة الأساسية المتعلقة بدور المؤسسات الدينية، في الشرق الأدنى القديم.. عنوان "الجنس في العراق القديم" ملفت جداً، يفوز بخطف انتباه الجميع. ومن الوعي أن ندرك الجنس بكامل تفاصيله، فالجنس هو محبة الإنسان لنفسه، وتُعتبَر هذه المحبة الصلةَ بين قطبي الحياة لتوليد الحياة أو للتعبير عنها. وهكذا تتولد الحياةُ وتتحقق في الوصال الجنسي الذي يتم بين الرجل والمرأة على نحو حبٍّ ومحبة. بالنهاية.. يجب الإشارة للمترجم.. يمارس الطلبيُّ الترجمةَ بدفء فني، لا بضجة ميكانيكية مملة، فهو استثناء فكري منيع، و فاصلة نوعية، يتمتع بأشكال وأساليب تعبير جديدة، ترجمات صاغها بلغة فذة تحمل متعة لا متناهية لقارئها. ترجمات الطلبي ستسعنا جميعاً وستتسع... تاركاً له أثراً مُبيناً داخل المدونة العراقية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق