أبحث عن موضوع
الاثنين، 27 فبراير 2023
أتمرن على كتابة الشعر ................. بقلم : المصطفى المحبوب - المغرب
أحببت دائما رائحة الشعر
تذكرني بساحات الحدائق التي طلبت منها سلفة ،
تذكرني بالجوع الذي صاحبني طويلا وانتظرته كي
يسهر معي و يشاركني نومي البسيط ..
نعم رائحة الشعر جميلة ،
تذكرني بالملابس التي اشتريتها وأنا صغير ..
تذكرني بهدايا العشاق والمغرمين الذين لم ينتظروا
راتب هذا الشهر أو منحة هذه السنة..
رائحته تشبه أكلة نساء وضعن كائنا جميلا
دون مساعدة طبيب أو مولدة ...
رائحة الشعر تشبه أكلة شعراء لم يخلدوا للنوم
إلا بعد شهور أو بعد تعب أسئلة الشرطة والمخبرين ..
ببساطة حاسة الشعر عندي قاصرة
لم تستطع النضج إلا بعد فوات الأوان ،
بل أكثر من هذا مازالت تطلب مني مصروفها
اليومي وهدايا الأعياد ..
فكرت كثيرا ووضعت أمامها اختيارات عديدة
حتى لا تندم إذا ما تفاجأت بمصاحبتي لجارنا
الذي يواظب على طباعة النصوص البليدة ،
حتى لا تندم وأنا أحكي لها
عن ركضي وسط حي ضيعت اسمه مرغما ،
عن مهن مثقلة بهموم حياة ممسوخة
عن مهن تغير متعك وتضعها وسط شوارع متسخة ،
عن مهن لاتخجل وهي تنظر للأوبئة المتكدسة أمام الحدائق ومجاري المياه التي شهدت ميلادي ،
وعن مهن تتعايش مع فرحك الملفوف بألف خدعة..
لهذا أحببت دائما رائحة الشعر
أحببت هذا الملعون المعلق فوق شرفات نوافذي ..
لم أقارنه يوما ما بالجرعات المضادة لألم المفاصل
أو بالدمار الذي انتظرني كل صباح وأنا في طريقي
لمدرسة تبعد عن ابتسامتي بكليومترات ..
الآن سأحتفظ بمخدع ملابسي الذي يحمل ترجمات كثيرة للقبل التي سرقتها وأنا أصعد الحافلة،
وأنا أتمتع بمشاهدة رجل يتبضع من أجل متع أطفاله ، وأنا أستعد لشراء قماش لزوجة انتظرتني طويلا ..
وأنا أبحث وسط كتاباتي عن روائح الشعر الجميلة ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق