الآنَ عرفتُ ..
لماذا القمرُ يدورُ حولَ الأرضِ
إنَّهُ يلاحِقُكِ
أبصرتَُهُ كانَ يسترقُ النَّظَرَ
إلى نافذَتِكِ طوالَ الوقتِ
يراقبُ تَحَرُّكَاتِكِ باستماتَهٍ
ويلتقطُ لكِ صُوَرَاً
ويصيخُ السَّمعَ لكلِّ ما تقولينَ
كانتِ الشَّهوةُ تَقطُرُ مِنْ عَينَيهِ
وأنتِ تُبَدَّلِينَ ثِيَابَكِ
بمكرٍ كانَ يختبئُ وراءَ غَمَامَةٍ
كانَ قَدْ اِستَأجَرَهَا
إِنَّهُ ملعونٌ لا يؤتمنُ
اِستَتِري مِنهُ
وَخُذِي مِنهُ احتِياطَاتِكِ
ولهذا أنا أحرُسُكِ
ولا أغادرُ بابَكِ
أحمٍلُ سكيِّناً لو فكَّرَ أن يهبطَ إليكِ
لن أرحمَهُ لو وقعَ بقبضتي
لو كنتُ أطالُهُ
لكنتُ أبعدتُهُ عن مَكَانِكِ
لكنَّهُ يقفُ بالمرتفعِ
ويتوارى وَسطَ الظَّلامِ
لَنْ أسمحَ لهُ بالاقترابِ
قد يُغافلُكِ ويَرمي لكِ
بقصيدةٍ
لا تصدقيهِ هذه كِتَابَتِي
هُوَ التقطَهَا
حينَ قذفتُها صوبَ نافذَتِكِ
دَقِّقِي وَتَأَكَّدِي خَطُّ مَنْ هذا
وَرَكِّزِي على التَّوقِيعِ
قلبي مغتاظٌ منهُ
ومن ضَوئِهِ الذي لا ينامُ
لا تُلقِي لَهُ بالاً
ولا تكترثي بِهِ
أنا من يُحبُّكِ أكثرَ
أنا من كتبَ عنكِ الشِّعرَ
وقطفَ الوردَ لأجلكِ
وأنا من يسهرُ وقتَ البردِ
هو يتغيَّبُ عنكِ بالشِّتاءِ
وفي النَّهارِ
ليسَ وفياً لحبِّكِ مِثلي
حينَ تمرُّ بالقربِ منهُ نجمةٍ
يغازِلُها ويتحرَّشُ بِهَا
أغلقي نافذَتَكِ بوجهِهِ
أسدُِلي السَّتَائرَ حتَّى
لا يغريكِ بنورِهِ
أنا اشعِلُ لكِ ألفَ شمعةٍ
فَقَط لو تمنحِينني قَلبَكِ *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق