كَمْ سَنَةً تَمُرُّ عَليٌَ
في اليَومِ الواحِدِ
وأنتِ عنِّي بَعِيدَةٌ ؟!
أحسبُ الدَّقيقةَ دَهراً
وربَّما أكثرَ
لو أحصَينا عَدَدَ دقَّاتِ قلبي
وكم سيكارةً تحرِقُني
وفنجانُ نارٍ يَكوي لَهفتي
تكدَّسَ الليلُ فوقَ رُوحي
والهواءُ يَختَنِقُ
يَتَنفَّسُ مِنْ مَسَامَاتِ الحَنِينِ
أمدٌُ أصَابعَ الدَّمعِ
لأمسَحَ دَمَ الأشواقِ
مُحتَاجٌ لِفَضَاءِ هَمسُكِ
وَلِنَدى الحَنانِ
شَيَّعنِي الدَّربُ
وَسَارَ البُكاءُ بِجَنَازَتِي
وَلوَّحَ التُّرابُ لي بالتَّنهداتِ
مَاتَتِ الشَّمسُ عِندَ حُدُودَكِ
والقمرُ أعلنَ اِنتِحَارَهُ
نَصّبَ مشنَقَتَهُ في السَّماءِ
ليتَ الأرضَ تصغَر
لتتقلصَ المسافاتُ بيننا
أو أحفرَ نفقاً في جوفِ الظَّلامِ
وتتسللُ إليكِ قصيدتي
حبيبتي ..
اسمعي نواحَ قَلَمِي
ودفاتري تشدُّ شعرَها
ما عادتٍ أسطري تقوى
على وجعي
وأحرفي فَقَدَتْ بَصِيْرَتَها
مشتاقٌ لكِ يا بلدي
حضنُكِ ينادي ثغاءَ الأورِدَةِ
وتهفو الأزقَّةُ إلى أجنحتي
وأهلي هُناكَ
جهزوا لي قبراً من أُفُقٍ
يُضَاهِي حُلُمِي *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق