قل لأحمد مطر يا سعد *
بانني حدثتكَ
بلِا رخصةِ أو وَعد
مازالَ حسن مشردًا
وسطَ القُمامةِ يَنام
لاسقفٌ يحميهِ من المطر
لا بابٌ، لا أَمان
وأهلُه مشردون بالتيهِ،
بالصحراءِ، بالخيام
يبللُ الخبزَ بماءِ المطر
ليكسرَ الضجرَ،
يكسرُ الصِّيام
وذاتَ يومٍ..
جاءهُ من بعيدٍ وزيرٌ هُمامٌ
كانَ عَبدًا في يومٍ ما للسُلطان
صورٌ تناثرتْ في كلِّ مكان
وجنودٌ تُهددُ وتفرضُ الأمان
أُسكُت ما دمتَ يا حسن كسيرًا
لابدَّ أَن تكونَ فقيرًا
إقبَلْ بالمقسومِ ياحسن
ولاتقلْ بعدَ الآن
"مظلومٌ أنا مظلوم.."
ستأكلُ اللحمَ والشحمَ والثَريد
وتَطلبُ ما تَشتهي وتُريد
على الحريرِ تَنام..
وأبدًا تعيشُ في سلام
في اليومِ الموعودِ
في دارِ الخلودِ
ستكون يا سعدُ أميرًا
خَدَمٌ وَحَشَمٌ وحورُ عِينٍ
أنتَ أيُّها الطفلُ الشَّريد
لابدَّ ان يكونَ عمرُكَ قصيرٌ
أجل.. هذا ما قالهُ الوزير
علي البدر/ العراق
*************
"إلى الشاعر أحمد مطر"
سعد الساعدي .. من العراق
في منفاهُ
يصارعُ
الويلاتِ والمِحَن
يبحثُ قربَ أسوارِ الحصونِ
عن صديقهِ حَسن
يَسألُ كلَّ حينٍ
خطوطَ الشوارعِ القديمةِ:
هل مازالَ عن كسرةِ خبزٍ ، وبعضٍ من لبن؛
يبحثُ كلَّ يومٍ صديقُنا حَسن؟
من كانَ ذلكَ الحزين؟
وأيّ صورةٍ يهزُّ في أعماقها الوطن ؟
أمّا حسن؛ فيحملُ المأساةَ
كلّ حينٍ
ويبحثُ عن رقعةٍ سَمراءَ
لونُها كَفَن
لا ماءَ بعد الآنَ
أو سراباً يُؤتَمن
كنخلةٍ طلّقها وارتَحلَ الزّمن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق