إلى التي خطرت بالبال تسألني قصيدةً عذُبت منها قوافيهـــا
رقيقةً من شغاف القلب تسكبها بديعةَ القدّ قد رقّت حواشيها
شفت غلائلها عن حسن فاتنـةٍ يُحيّرُ اللبَّ باديها وخافيهــا
كمثل شعــركَ أيام الصبا دَنِفًا قصائدًا من بنات الشوق تُزجيها
أيام كان الهوى والشوقُ أغنيةً وكنت مطربها حينًا ومُشجيها
فقلت فاتنتي : رفقًـــا ومعذرةً إنّ القوافي تُوافي من يوافيهــا
ومن يهيم بها صَبًا يذوب هوىً ومن بجمرالجوى والوجد يذكيها
ذاك الذي تذكرين الأمس صبوته قد شيّبته البراري وهو يطويها
ليس ابن خمسين من غرٍّ يفيضُ هوىً ولا الليالي التي شابت نواصيها
من بعد أن ذرعَ الدنيا وعاندها وطاف بالأرض دانيها و قاصيها
يا حُلوتي، خَلِّ هذا القلب في سكنٍ دعي الدموع الغوالي في مآقيهــا
ما نفعُ أن نسأل الدنيا وننشدها عَودًا لما فات من أحلى أمانيهـــا
وليس يَرجع ماضٍ لو حلمت به وهامت النفس في أغلى أمانيهــا
فاقنع بما جادت الأيام من كرمٍ فليس للنفسِ غير الذكر يُحييهــا
أما رأيت ورود الروض إن ذبُلت يظل عطر شذاها كامنًا فيهـــــا
تظل صفصافةٌ تعلو وقد علمت غاض الغدير الذي قد كان يرويها
رأيتها شمخت مزهُوةً وعلت لم تدرِ أي ُّالسواقي كان يسقيها
هي الحياةُ فما أعطت وما أخذت حلوًا ومرّا سقتكَ الكأس من فيها
2/4/1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق