أتسلَّقُ وهجَ اللحظَةِ
أصعدُ إلى مُنْتَهى الومِيضِ
أزرَعُ على قِمَّةِ النَّدى
قَمحَ الدُّمُوعِ
أنا مَنْ خانَهُ الأُفُقُ
وَرَمَى بِحَقائبِِ فَرحَتِي
إلى هاويَةِ الاحتِراقِ
وَبَكَتِ الدُّروبُ عِندَ مَشَارفِ لوعتي
حَمَلَتنِي خَيبَتِي إلى مُخَيَّمَاتِ الانكِسارِ
نَهَشَ الانتظارُ عُنْقَ شَغَفِي
اِستَعَرَ الاختِنَاقُ في فَضَائِي
والنَّسمَةُ لا تَلِجُ أوجاعي
في دَمِي يُصفِّرُ العَراءُ
في خُطايَ يَعلقُ السُّقوطُ
وفي حَنايا أَعمَاقي
أَحمِلُ ثِقلَ شَوقي لِأُِمِّي
أمّيَ الَّتِي لا تُشرِقُ الشَّمسُ
إلّا مِنْ عَينَيها
ولا يَنبُعُ الماءُ إلّا مِنْ رَاحَةِ يَدَيها
وَلا يَتَطهَّرُ الهواءُ
إلّا مِنْ رحيقِ أنفاسٓها
أفتَقِدُ لَمَسَاتِ رُوحِها
أفتقدُ أصَابعَ بَسمتِها
أفتََقِدُ وُجُودي مِنْ غيرِ دُعائِها
أمّيَ الَّتي تَوقفَ اللهُ عندَ شواطِئِها
وتباركَتِ الملائكةُ بحليبِها
وَسَكَنَتُ الجنَّةَ تحتَ قَدَمَيها
أنامُ ولا ينامُ شوقي
أموتُ ولا تكتمِلُ ولادتي
أغترِبُ ولا أبارحُ وجودَها
أمًيَ المسكينةُ
الشائبةُ .. المُتْعَبَةُ
الباحِثةُ عنّي وَسَطَ ذاكرتِها
المُشَتَّتَةِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق