أتناولُ وقتَ الفطورِ
قدحاً من اللامبالاة
مع كسرةِ أملٍ بائنةٍ
في قدرٍ مطمور ،
مع عددِ قليلٍ من السجناء
في معسكرِ تحريرِ الروح
من رذائلِ الحكام ،
كنتُ أتزعمُ إحدى العصابات
قررتُ ذاتَ حبسٍ انفرادي
أن أشقَّ نفقاً يؤدي إلى العاصمةِ
بغداد ، أخططُ مع المجرمين
أن نصلبَ الخريطةَ بمحكمةٍ صورية ،
القاضي الأول من عصابتنا
هو الآخرٌ قررَ ألا يكون إلا مع الذي يكون
مثلنا ، نشبهُ الحرفَ المثبتَ
في بطاقةِ أحوالنا الشخصية ،
أنّنا موزعونَ على نسائنا بالتساوي ،
ليس فينا مغبون ،
الفائضُ منا جنديٌ يقطنُ على الحدود
أو أدنى بشبرٍ واحدٍ
سريرهُ الخندقُ
يتوسدُ العتاد ،
تغطي بياناتُ المعاركِ رسائلَ حبيبته ،
بعدما تهشمتْ ملاعقُ النبشِ
والتوى مسارُ النفق ،
وأنهكَ اللهاثُ القدرةَ العقلية ،
قلتُ لجماعتي
-ساعةَ الترويضِ المسائي-
أنّ قضبانَ الحلمِ محدودةٌ
لا تتعدى دائرةَ رغيفٍ
ولا تتخطى مواقدَ الطهاة ،
أثناءَ النومِ الاجباري
كتبتُ لنفسي قصاصةً
قبل أن أدسّها في جيبِ بدلتي الوردية
"أنا لستُ مناسباً لكلِّ الاحجام
لم أكن يوماً
مفتاحا بيد السجّان ،
ولم أكنْ حصانا
أركضُ أمامَ الحوذي
أقودُ نفسي بنفسي
إلى الأعلافِ والمرجان
أتزودُ من أصحابي
أدواتِ الكتابة ،
استعيرُ حقيبةَ الصيّدِ من الكسلان ،
أما الحياةُ عندي
كسيجارةٍ ترمى على جنبٍ
حينما تصلُ إلى النَفسِ الأخيرِ" ..
…………………
البصرة / ٤-٧-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق