(إلى الواقفين في وجه ليل عربي طويل في انتظار شمس قد تشرق يوما. )
لَا تُؤَرِّخْ
لَا تُؤَرِّخْ لِصَمْتِكَ بِاسْمِي،
وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ:
حِذَاءً لِلَيْلٍ ذَلِيلٍ
أَوْ ذُبَاباً ذَكِيّاً
يَطِنُّ فَوْقَ مَوَائِدِ الْبَلَادَةْ..
وَلَا تَخْتَبِئْ فِي خُطَايَ..
لَا أَنَا أَنْتَ ،
لَا أَنْتَ أَنَا
بِالتَّبَنِّي أَوْ بِالْوِلَادَةْ..
كَيْ تُمْسِكَ سَهْمِي وَتَرْمِي،
وَكَيْ تَسْكُنَ دَرْبِي..
وَلَا أَنْتَ مَا تَرَاهُ رُؤَايَ..
اِسْتَقِمْ لِلَيْلِكَ مَهْداً ..
وَسَمِّ جَمْرَ الْبِلَادِ وِسَادَةْ..
وَلَا تَنْظُرْ لِلسَّمَاءِ أُمِّي
تَحْمِلُنِي فِي وِشَاحِ غَيْمِهَا
بَرْقاً وَرَعْداً يُدَوِّي..
تَطْرُدُ قَمَراً فَي الْجُبْنِ تَهاَدَى ،
وَتَحْضُنُ نَجْمِي..
اِسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ..
كَيْ تَرَى الْقُبْحَ رِيَادَةْ..
وَتَبْكِي بِدَمْعِ تِمْسَاحٍ
يَحِنُّ بِالدَّمْعِ لَِلَحْمِي..
فِي مَوَاسِمِ الْعِشْقِ وَالشَّهَادَةْ.
فَأنَا أَرَانِي أَعْصِرُ شِعْرِي،
أَرَى طَائِراً يَنْقُرُ صَدْرِي..
أَرَى فَلَّاحاً يُشْبِهُ بِالتَّمَامِ جَدِّي
يُقَبِّلُ عَرُوساً
وَمِنْجَلاً يَرْجُو حَصَاداً..
أَرَى صَباَحاً حَالِماً سَيَأْتِي
يُفَسِّرُ بِالدَّمِ وَالْوَرْدِ حُلْمِي..
أَرَى عُيُوناً وَأَيْدِي
تَحْمِلُ الْوَطَنَ الْجَرِيحَ..
وَالذِّئَابُ فِي جِرَاحِهِ تَعْوِي.
اِسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ..
صَقِيعاً أَوْ رَمَاداً..
رَثّاً عَنِيداً
عَاثَ فِي الْعُقُولِ وَالْحُقُولِ فَسَادَا..
وَدَعْنِي
أُرَتِّبُ الطَّبِيعَةَ لَحْناً لِفَنِّي..
سَتُولَدُ عِشْتَارُ حَتْماً وَتَأْتِي
مِنْ شِفَاهِ بَرْقٍ يَئِنُّ،
وَمِنْ غَيْثٍ يَحُثُّ خُطَاهُ لِيَهْمِي..
أَرَاكَ يَوْماً سَتَبْكِي وَتَبْكِي..
حِينَ يَبْسَمُ الرَّبِيعُ،
وَحِينَ يَأْتِي الْيَرَاعُ،
وَيَأْتِي الْمُغَنًِي..
لِحَفْلِ الْوِلَادَةْ.
القنيطرة 15أكتوبر 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق