لكنّ الآن
..................
يخنقنا الآن منذ أن بدأ أول مرة وكان يهدد بالفراغ من بعيد، حتى جاء وجثمَ على صدرِ الطريقِ فأشعلَ مفرداتِ الإنتظارِ وأثقل محطاتِ الإنتقالِ وأصبحَ الشارعُ سراباً، ليس سوى الوسائد المهاجرةِ خلف الذكرياتِ والعيونِ الباحثةِ بين جدرانِ الإبتعادِ، والنوافذُ تومىءُ لعصافيرِ الصباحِ، القلوبُ تُرتّلُ أغنيةً كانت تُرددها فلاحةٌ تعشق عطرَ الأرضِ ودورةِ الناعورِ وقلادةً من سنابل شقراء تغازل أكتافها نسائمُ الحصاد، لستُ سجيناً في الماضي، لكن الأرض التي أعطتني طاقةَ حبّها ستنجب الربيعَ من جديد ويتجدّد عشق النهرِ لضفافِ الزهور، القمرُ يخبرني أنّ الشمسَ في طريقها للوصول......
اللوحة للفنان العراقي القدير صالح بغدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق